الدين البهائي:
الهدف ـ البهائية ـ بهاء الله ـ المظاهر الإلهية ـ استمرار الوحي الإله
"أشهد يا
إلهي بأنك خلقتني لعرفانك وعبادتك. أشهد في هذا الحين بعجزي وقوّتك وضعفي واقتدارك
وفقري وغنائك. لا إله إلا أنت المهيمن القيّوم".
(بهاء الدين
(صلاة الصغرى)
تقديم
نشأ الدين
البهائي في بلاد فارس (إيران) في منتصف القرن التاسع عشر. مؤسسه بهاء الله (1817 ـ
1892)، ويعرف أتباع هذا الدين بالبهائيين ويؤمنون أن بهاء الله هو الأحدث بين رسل
الله الكرام مثل إبراهيم وكرشنا وموسى وزردشت وبوذا والمسيح ومحمد. ويعتقد
البهائيون بأن بهاء الله هو الموعود المنتظر الذي جاء على لسان الرسل والأنبياء
السابقين لتحقيق وعد الله بعصر يسوده السلام لعموم الجنس البشري.
الهدف من
الرسالة البهائية
أعلن بهاء الله
أم الهدف الرئيس لرسالته هو تحقيق وحدة
العالم الإنساني. ولذلك فإن ثلاثة أشكال من الوحدة تكمن في جوهر رسالته: الإيمان
بوحدانية الله وفردانيته وأنه خالق الكون ومبدعه ومصدر الإلهام لعالم الإمكان في
كل الشؤون والمعتقدات. والثانية الإيمان بوحدة الجنس البشري قاطبة. والثالثة تقضي
بأن جميع الأديان السماوية في العالم ومؤسسيها هم إلهيو المصدر ويعكسون للبشرية
دينا إلهيا واحدا في جوهره ويستمر متجددا من عصر إلى عصر تبعا لتطور البشرية ومدى
استعدادها وقابليتها.
الدين البابي
والبهائية
سبق ظهور بهاء
الله ظهور رسالة إلهية تمهيدية تمثلت بالدين البابي الذي بعث به السيد علي محمد
(1819 -1850) الذي اتخذ لنفسه في ما بعد لقب "الباب"، وقد جاء لتمهيد
الطريق وإعداد العالم لظهور رسول أعظم منه. ولذلك فإن البهائيين يعتبرون أن
"الباب" أيضا هو رسول سماوي جاء ليبشر بظهور بهاء الله.
عاش
:"الباب" في زمن احتدمت فيه الآراء " والتوقعات الدينية بقرب مجيء
القائم ـ موعود الشيعة. ولد "الباب" من سلالة تنتمي للعترة النبوية من
ذرية فاطمة. عندما أعلن دعوته كان له من العمر خمسة وعشرون عاما. مضت على رسالة
الباب ست سنوات شهدت انتشارا واسعا بين مختلف الطبقات العامة والمثقفة في أنحاء
إيران، وفي الوقت نفسه شهدت أحداثا دموية رهيبة جاءت في موجات من الاضطهاد والتعذيب والإعدام التي شملت "الباب"
نفسه وكثيرا من أتباعه..أقتيد "الباب" من سجنه إلى مدينة
"تبريز" حيث أعدم. ويحيي البهائيون ذكرى يوم استشهاده سنويا باعتباره
يوما مقدسا. أنزل
"الباب" خلال تلك السنوات الست كثيرا من الآثار الكتابية وأهمها كتاب
"البيان" باللغة الفارسية الذي ضم أحكام دينه وتعاليمه الأخلاقية.
بهاء الله
اسمه "ميرزا حسين علي"، ولد في طهران بإيران عام 1817 م. في
عائلة معروفة بالثروة والجاه والنبالة. بعد أن أقر برسالة "الباب" كرس
جهده في نشرها والدفاع عنها، عانى الكثير من الاضطهاد. فلم تكد تمض سنتان على
إعدام "الباب" أقدم شابان "بَابِيان" على محاولة اغتيال
الشاه. وألقي القبض على بهاء الله وأجبر على السير حافي القدمين حاسر الرأس مغلولا
بالسلاسل من منزله الريفي خارج طهران تحت شمس الصيف المحرقة إلى أن وضعوه في قبو
مظلم. وفي هذا المكان الرهيب وساعات المحنة تلقت أسماع بهاء الله صوت الوحي برسالة
سموية. مبادئ الدين البهائي.
المظاهر الإلهية
مفهوم الوحي الإلهي هو أساس الدين البهائي، إذ يعتقد البهائيون أن الله
سبحانه وتعالى يتجلى للعباد كتجلي الشمس في المرآة. فالله بمثابة الشمس الساطعة
ورسله هم المرايا الصافية التي تعكس صفاته لمخلوقاته.
استمرار الوحي الإلهي والرسالات السماوية
في كتاب الإيقان يرى بهاء الله أن التاريخ شهد تكرار مجيء الرسل واحدا تلو
الآخر وارتفاع كلمة الله وغلبتها ونشر دينه وتأسيس مجتمع إنساني قائم على قيم
الدين وتعاليمه. فجميع الرسل إنما هم معلمون ربانيون مقدسون مرسلون من لدن إله
واحد وكلهم يعلمون منهجا روحيا واحدا.
وحدة العالم الإنساني
إن المبدأ الأساسي في تعاليم بهاء الله يقول بأن عالم الإنسان واحد وأن عصر
السلام والوحدة الذي وعدت به الأديان السماوية أصبح الآن في المتناول. وتزخر
الكتابات البهائية بالأمثلة من عالم الطبيعة توضيحا لرؤية بهاء الله في الوحدة.
الصلح الأصغر الصلح الأكبر
صرح بهاء الله بأن عصر السلام سوف يتحقق في مراحل من التطور أولها تلك
المرحلة التي ستتميز بتأسيس الوحدة السياسة في العالم والتي دعاها ب "الصلح
الأصغر" الذي سيتحقق بإقامة برلمان عالمي. إلا أن الهدف النهائي الذي يتطلع
إليه البهائيون هو ما سماه بهاء الله "الصلح الأكبر" الذي سيرى المور في
المستقبل البعيد، وهي حضارة عالمية تلهمها الروحانية الحقة في ظل محبة كونية
شاملة.
شعائر الدين البهائي
الصلاة
وضع "الباب" و "بهاء الله" و "عبد البهاء"
الكثير من الأدعية والمناجاة والصلوات لمختلف الأهداف والمناسبات وأهمها الصلوات
المفروضة وهي ثلاثة: الطويلة والوسطى والصغرى. والبهائي حر في اختيار إحداهما
للصلاة يوميا.
الصيام والحج
يؤدي البهائيون فريضة صيامهم في شهر العلاء الذي يدوم تسعة عشر يوما من
الثاني من آذار وحتى العشرين منه، يمتنعون فيه عن المأكل والمشرب من طلوع الشمس
حتى مغيبها. ويلي شهر الصيام مباشرة عيد النوروز الذي يحتفل به البهائيون أيضا
برأس السنة البهائية.
مشرق الأذكار
هو بيت العبادة عند البهائيين ويعني اسمه "مكان إشراق ذكر الله".
وهو بناء مقبّب ذو تسعة أضلاع مخصص لعبادة الله والدعاء له. تلتحق به عدة مرافق
ومنشآت مثل ملجأ للأيتام ومأوى للعجزة والمسنين ومستشفى ..
التقويم البهائي
أمر الباب في كتاباته باعتماد تقويم زمني جديد تألف سنته من 19 شهرا وشهره
من 19 يوما. والأيام الأربعة الباقية للسنة الشمسية (خمسة في السنة الكبيسة) سماها أيام
"الهاء" أو الأيام الزائدة وتسبق شهر الصيام مباشرة.
.............................................................................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل
روسو. ص/ 545- 572. (بتصرف..) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.