ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (13): لا شيء يسعدني أكثر من إقبالك على الحياة بتفاؤل، ولا شيء يحزنني أكثر من إقبالك على الحياة بتشاؤم... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Everybody dies

INFO

معلومات
  • 1. * أنت أقوى مما تعتقد
  • 2. * إذا لم تستطع شيئا فتجاوزه إلى ...
  • 3. * السماء كئيبة، إذا ابتسم
  • 4. * لا تحزن على ما فاتك
  ركز على ما تفعله...

الأربعاء، 8 أبريل 2015

غواية المكان في الشعر المغربي* بلدة ابزو نموذجا


ليس المكان في الشعر العربي عموما والشعر المغربي خصوصا فضاء جغرافي فحسب بل يشكل امتدادا لنفسية الشاعر وهواجسه، وهو أيضا إطلالة على الواقع الخارجي الذي يعيش فيه الشاعر..

وحضي  المكان باهتمام من قبل العديد من الدارسين باعتباره حاملا لدلالات منها أنه يؤصل النص الأدبي ـ الشعري ـ فإذا غاب فإننا نحس بنوع من الغربة عن العالم، إنه يجدرنا في تربتنا، ويمنحنا هوية ما.

والشعر المغربي طيلة عهوده زاخر بوصف الأمكنة سواء القريبة منه أو البعيدة، التي ولد فيها أو زارها أو عاش فيها أو سمع بها، وبالتالي لم يعد المكان مرتبط بالساكنين فيه أو المالكين له، بل تحول في كثير من التجارب الشعرية المغربية رمزا تاريخيا، له أبعاد نفسية ويساهم في التشكيل الجمالي للنص.

ولا بد من الإشارة ها هنا إلى مصطلح آخر يحيل على المكان، ويتعلق الأمر بالفضاء(الحيز) إلا أن هذا الأخير يعد أكثر شمولا واتساعا من المكان.

يقول غاستون باشلار:"إن العمل الإبداعي حيث يفتقد المكانية فهو يفتقد خصوصيته وأصالته..وما أعنيه بهذا المصطلح هو المكان الأليف"

أما فيما يتعلق بتجليات بلدة "ابزو" في الشعر المغربي فقد تمظهرت في صور مختلفة، ومن المظاهر التي استرعت واستدعت قريحة الشعراء نجد:

1.    بلدة ابزو: التغني بجمال طبيعتها.

حتى وقت قريب جدا كان ما يبهر زائر بلدة ابزو هو طبيعتها الجميلة والفاتنة حيث تفاعلت عناصر عدة لتشكيلها: منابع العيون الثرة، سواقيها الجاريات، بساتينها الغناء الحافلة بكل أنواع الفواكه الطيبة والأشجار المتمرة، والمناخ المعتدل والرائق، وجوهرة العقد فيها بحيرة تامدة، ونهر وادي العبيد الذي يخترقها. ولا شك أن أكثر الناس إحساسا بهذا الجمال هم الشعراء لما يتمتعون من حس مرهف وخيال واسع والقدرة على الوصف والتصوير لذا أبدعوا في حقها قصائد ما تزال تتردد على ألسنة أبناء البلدة ويحفظوها على ظهر قلب. ومن الشعراء الذين أثارت مخيلتهم المختار السوسي الذي يقول فيها:

أهذي جنان الخلد أم هذه ابــــــــزو    منى كل نفس لو يدوم لها الفوز
ظلال ظليلات وماء وخضـــــــرة    فلله ما أحرزتم ساكني ابـــــــزو
تحالفت الألوان فيها كأنـــــــــــــها    تفتح للعيقان والفضة الكنــــــــز
ويبهرك النارنج في خطراتــــــــه    كأن قد عراه من مباهجه هـــــزّ
كما تتثنى أول الرقص غـــــــــادة    برفق فلا ريث لديها ولا قفــــــز
وفي كل غصن صادح ملأ الفضا    غناء فلا همس لديه ولا ركــــــز
تميل يمينا ثم تلحظ يســـــــــــــرة    فتنظر ما ينضو الوقار ويبتــــــز.


ومن بين الشعراء الذين تغنوا بالبلدة شاعر مجهول أشاد في قصيدته بما تتمتع به البلدة من شهرة واسعة ملأت الآفاق وقصدها الناس من كل الأنحاء ليستمتعوا ويتمتعوا بجمال طبيعتها الآسرة. يقول:

يا ابزو سار بذكرك الركبـــــــــــان    حمد السرى من أجلك الضيفان
ألفوا كما سمعوا فكان عيانهـــــــــم    حقا وصدقا في جلا البرهـــــان
فرياضها وغياضها وعيونهـــــــــا    عذبت وطاب لشربها الندمــــان
وهواؤها يشفي الصدور من الأذى    ويغير من طيب مناخها حـــوان
لله ما أشهى التنزه في الربـــــــــى     بجمالها الفتان وهي جنـــــــــان


2.    بلدة ابزو: ملهمة الشعراء.

ومن الشواعر اللواتي استهوتهم بلدة ابزو، ورأت في جمالها ما يغري الشعراء ويلهمهم الشاعرة الصحراوية خديجة أبي بكر ماء العينين الذي رأت في البلدة أنها تلهب العواطف وكل من سنحت له فرصة زيارتها يقع في عشقها. تقول:

ابزو الجمال بأرضها الفتانة    لا غرو إن غنى الهوى ألحانه
ما زارها العشاق إلا أبدعوا    فالشعر أرخى للمشوق عنانـــهْ.

3.    بلدة ابزو: كرم أهلها.

عندما تحدث حسن الوزان في كتابه وصف إفريقيا في القرن السادس عشر أشار إلى أن أهل ابزو كرماء، يحبون الغرباء. وقد لمس العديد من الشعراء هذه السمة وتغنوا بها في أشعارهم وأفاضوا في مدح أهلها وعبروا عن حبهم لها. ونذكر منهم محمد بن سعيد المرغيتي (مرغيت تبعد عن مدينة تزنيت بحوالي 25 كلم):

حمامة لا خانت هواك قـــــــــوادم    فطيري إلى ابزو فدتك حمائـــم
وطيري في جو السماء وحلقــــــي   على القلعة الغراء حيث الأكارم
وطوفي بها سبعا طواف معظـــــم    كما طاف بالبيت المشرف قادم
نعم انزلي يا حرو الطير وسطهـــا   وحيي كما حيى وسلم خـــــــادم
على السادة الأخيار في قلعة الهوى    وفيها حواليها قعود وقائـــــــم
سلاما بها تحيي النفوس وتغتــــدي   عليهم طوال الدهر النواســــــم.


وفي هذا السياق نظم الشاعر المراكشي البونعماني قصيدة يشيد فيها بكرم أهل البلدة والغنى الذي ينعمون به معبرا عن شوقه لزيارتهم. يقول:

يا آل ابزو أهل كل فضيلة    لا زلتم في ظل عيش ناضر
وإليكم مني تحية مخلـــص    لهم بذكرهم الزكي العاطر.

4.    بلدة ابزو: تجاور الأصالة والحداثة

اعتبرت بلدة ابزو وحتى أواسط السبعينات من القرن الماضي مركز استقطاب للطلبة ورجال العلم يدرسون فيها أو يدرسون فيها، ولا أدل على ذلك كثرة الزاوايا التي كانت منتشرة في ربوع البلدة كالزاوية الأمغارية والشرقاوية والناصرية...بل إن قطب من أقطاب الزاوية الشرقاوية استقر بها لسنوات وهو سيدي العربي الشرقي وأنشأ فيها زاوية للتلقين العلوم الدينية. كما أن مكتبتها كانت تزخر بنفائس المخطوطات وقد عثر فيها على النسخة الوحيدة من كتاب البرصان والعميان للجاحظ. كما أشار الشعراء إلى تفاعل البلدة مع التقنيات الحديثة التي أنتجتها الحضارة كالسيارة والهاتف وقد أشار الشاعر المختار السوسي إلى هذه الظواهر في قصيدة يقول فيها:

كفى بالعلم مفخرة وعـــــزا    وأهل الجهل منقصة وعارا
نرى في عهدك الأيام تزهو    وازدهر فيها العلا ازدهارا
وبالسيارة الحسناء ابــــــزو    من المدينة الغرا استنـــارا
وأسلاك التكلم من يراهـــــا    يقدسها اختراعا وابتكـــارا.

5.    بلدة ابزو ونهرها الخالد وادي العبيد.

وشكل نهر "وادي العبيد" الذي يعبر المدينة مصدر إلهام للعديد من الشعراء، وفجروا عواطفهم ومشاعرهم في صورهم الشعرية ومعانيهم والتي توحي بما كان يثيره هذا النهر من رعب وخوف في نفوس عابريه. وأورد عبد الرحمان بن زيدان ما كتبه ونظمه محمد بن إدريس بن محمد العمراني الوزير والأديب المتوفى سنة 1264 هـ حول هذا النهر حين يقول:

نهر يريك السهم سرعة جريه    والبحر عمقا والشفير سعيــرا
فليسلم النفس المريد عبـــوره     إن لم يكن بلطف الإله ظهيرا.

ومن الشعراء من عبر عن الخوف والرعب الذي يشعر به الإنسان وهو يهم بعبوره، والغبطة والفرح التي تغمره عندما ينجح في العبور بسلام. يقول أحد الشعراء:

أرى نهر العبيد غدا عنيــــدا    يعاملنا بجور واشتطـــــــاط
عبرناه على خطر وخـــوف    على غير اختيار واحتيـــاط
وذلله الإله لنا فسرنــــــــــــا    من الريح المسخر في بساط
يهنئ بالعبور البعض بعضا    كأنا قد عبرنا على صــراط


لم يعد النهر بتلك العظمة والرهبة التي كان يثيرها في نفوس عابريه، بل تضاءل صبيبه حتى أمسى عبارة عن جدول صغير تثير الشفقة والأسى، وقد أثار قريحة الشاعر المصطفى فرحات فقال:

انهض أيها النهر الشهادة
وجلجل
فما زال في عزك
بعض النخوة
انتصب،
فعلى شفتيك
بقايا شهوة
لك النحن والبلد الطريح
لك الفواه المفتوحة
جائعة كل العيون
فدحرج ماءك
ثديا وخبزا وماء..

6.    بلدة ابزو والتهميش.

وتحت عنوان: التيمة المحلية في ديوان تقاسيم الصرير للشاعر المغربي المصطفى فرحات أشارت الطالبة إعلموا أشارت إلى عشق الشاعر لبلدته متغنيا بأمسها الزاهر، مستنهضا تاريخها الأمجد، مشيدا ببطولات رجالها حين يقول في قصيدته "حكاية خرافة يا أهل ابزو":

منها ينهض التاريخ
ومنها تلوح أزمنة الرجال
وحديقة لأضرحة الأولياء كانت..

وبعد أن تغنى بجمال بلدته يعود ليصفها متحصرا على مفاتنها الضائعة بسبب التهميش التي أطالها والانهيار الذي أصابها,,يقول:

وسفينة ملقاة بمرفإ مهجور
رحل عنها الماء
وهجرها الربان
وغاصت في عباب الرمال

وقوله:

شاحبة بزو
كشيخ يكح السعال
وشبح يطلع من آخر الليل
تشقق جلده من وهج الترحال.

وفي هذا الإطار، وتحت عنوان صورة ابزو في شعر المصطفى فرحات تناول الناقد والقاص حميد ركاطة قصيدة "حكاية خرافة يا أهل ابزو" بالتحليل. وجاء في هذه الورقة: "في قصيدة "حكاية خرافة..تتحدد معالم المنطقة المختلفة لحظة بعشق وأخرى بحسرة في أسلوب شعري حكائي شيق. فمعشوقة الشاعر اتخذت ملامح الطفولة لحظة "ابزو وجنتا طفلة/تزهر في قامتها/ ألوان العطور/ضفائر من زيتون/ وهي صورة مستوحاة من الذاكرة ومرحلة الطفولة، ومن متون شعراء آخرين كالمختار السوسي والشاعر البونعماني. كما اتخذت صورة أميرة فاتنة "أميرة كانت/ تحيي أعراسها الربيعية/ ... إن صورة ابزو في ذلك الماضي الجميل سرعان ما شابها ضباب كثيف واعتلى محياها مسحة من حزن وكآبة ولفها شحوب قاتل فصارت "حسناء رسمت محياها/ أظافر الذهول/ وسفينة ملقاة/ بمرفأ مهجور.."

هكذا يشكل المكان جزء لا يتجزأ من جماليات النص الأدبي لاتصاله بالصورة الشعرية وذكريات الشاعر المكيفة وفق خياله مازجا بين الواقع واللاواقع مانحا للمكان أبعادا تتعدى الحيز الجغرافي إلى أبعاد عاطفية ونفسية واجتماعية وتاريخية وبيئية..إضافة إلى ما يضفيه عليه الشاعر من جمالية نابعة من الإيقاع والصورة الشعرية بمكوناتهما المتنوعة.

المصطفى فرحات

ابزو: فبراير 2015
..........................................................................................................................
المراجع والمصادر

1.      (غاستون بشلار، جمالية المكان، ترجمة غالب هلسا، ط،2. ص 6.
2.      (المختار السوسي. المعسول. ج/13 ص 176.)
3.      (المختار السوسي. المعسول. ج/10. ص 194.)
4.      (أحمد عسته. المعجزة المغربية. ص/571)
(من ديوان: تقاسيم الصرير. ص/51)
5.      (بحث لنيل الإجازة تحت عنوان: مكونات اللغة الشعرية في ديوان تقاسيم الصرير للشاعر المغربي المصطفى فرحات. من إنجاز الطالبة: إعلامو فاطمة. تحت
6.      (حميد ركاطة، مورفولوجية المعاناة بين الماضي والحاضر، قراءة في أضمومة "تقاسيم الصرير" للمصطفى فرحات. أنفاس الثرثاء 07/01/2015.
 ******
* مداخلة ألقيت بدار الشباب أبي الجعد بمناسبة المهرجان التاسع عشر الذي نظمته جمعية البلسم بأبي الجعد: 07/04/2015.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.