الزاوية الشرقاوية بابزو
قررنا نشر هذا المقال حول الزاوية الشرقاوية
للأسباب التالية:
1. نزولا عند طلب بعض الأصدقاء المهتمين..
2. لا حضنا أن بعض المواقع نشرت الدراسة دون
أن تشير إلى مصدرها بل والبعض نسبها إليه.
وقد تعمدنا حذف المراجع والمصادر. الدراسة منشورة في كتابنا "ابزو" محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة الصادر عن دار وليلي للطباعة والنشر بمراكش سنة 2006.
ﺗﻘﻊ ﺃﻃﻼﻝ ﻣﺴﺠﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺑﺎﻝ،
ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺍﺑﺰﻭ . ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ ﻟﻴﻄﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ "ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ "، ﻭﻳﻤﺘﺪ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ، ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻏﺮﻓﺘﻴﻦ ﻹﻳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺼﺪﻭﻧﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﺑﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ،
ﻭﻣﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ/ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺑﺎﻝ ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺍﺑﺰﻭ؟ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ ﻫﻮ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﺑﺰﻭ، ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﻻﺳﻢ ﻣﺆﺳﺴﻪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺰﻋﺮﻱ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ ﺍﻟﺮﺛﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 1010ﻫ/ـ 1601ﻡ؛ ﻭﻳﺘﺼﻞ ﻧﺴﺒﻪ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻠﻜﺎﺳﻢ، ﻫﻮ ﺩﻓﻴﻦ
ﺗﺎﺩﻟﺔ. ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻮﻛﺎﺭﻱ : ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﺘﺎﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺤﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﻓﺮﺍﻍ ﺻﻮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﺃﻣﺴﻨﺎﻭ ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺟﺰﻭﻟﻲ ﺍﻟﺴﻨﺪ
ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﻓﻲ ﺟﺰﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﺑﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺷﺎﺭﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻀﻴﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻫﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺻﺪﻯ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ 11ﻫ/ـ 17ﻡ . ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 10ﻫـ/ 16ﻡ. ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﺯﺍﻭﻳﺔ
ﺍﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻭﻛﺜﺮﺕ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ، ﻭﺣﻀﻴﺖ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ، ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻮﻛﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻳﺔ ﺑﺄﺑﻲ ﺍﻟﺠﻌﺪ ﺗﺤﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﻴﻦ ﻗﺎﺋﻼ : ﻳﻈﻬﺮ
ﺃﻥ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﻰ ﺑﺘﺸﺠﻴﻌﺎﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻭﺗﺪﻋﻴﻤﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺒﻞ؛ ﺇﻣﺎ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﻠﺤﺎﺀ ﻋﺪﻳﺪﻳﻦ، ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺫ ﺑﻌﺾ ﺻﻠﺤﺎﺀ
ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺪﻻﺋﻴﻴﻦ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻴﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ
ﻗﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺘﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ
ﺗﺎﺩﻟﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ، ﻭﺃﺷﻬﺮ ﻫﺆﻻﺀ :
.1 ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﺕ:
1092ﻫـ/ 1631ﻡ .
.2 ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄـﻲ ﺕ :
1139ﻫـ/ 1727ﻡ .
.3 ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺕ :
1180ﻫـ/ 1766ﻡ .
.4 ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺕ: 1234ﻫـ
/ 1819ﻡ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﺩ، ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺍﻹﻳﻮﺍﺀ، ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ
ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻳﺔ
ﺑﻠﺪﺓ ﺍﺑﺰﻭ ﺣﻴﺚ " ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﻬﺎ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻓﻼﺣﻴﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ.
ﻭﻣﺆﺳﺲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﺑﺰﻭ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ،
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 1234ﻫـ/ 1818 ﻡ. ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻫﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺰﻫﺪﻩ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺗﺼﺪﻗﻪ، ﻭﺳﻌﺔ ﻋﻠﻤﻪ، ﺃﻟﻒ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺋﺪ
ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ . ﻗﺮﺃ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ – ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺑﺎﺑﺰﻭ – ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ
: ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻱ ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻔﻼﻟﻲ، ﻓﺮﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﺱ ﻟﻸﺧﺬ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺳﻴﺪﻱ
ﺍﻟﺪﺍﻭﺩﻱ ﺑﻦ ﺳﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 1209ﻫـ . ﺛﻢ ﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻋﺎﻡ 1190ﻫـ، ﻓﻄﻠﺐ
ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﺬﺍ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ
ﻭﺳﺮﺩ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ. ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺓ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ:
" ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻘﻮﺕ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺯ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺋﻢ، ﻭﻣﻊ ﺫﺍﻟﻚ ﺃﺗﺘﻪ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻴﺎﺷﻲ ﺑن ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: " ﻧﺸﺄ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻣﻦ
ﺻﻐﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻷﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﻟﻠﻤﻮﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻔﻮﺫ ﺭﻭﺣﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺗﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻮﻻﻱ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ: ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺩﻓﻌﺖ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻼﺀ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺟﺪﻩ ﺑﺄﺑﻲ ﺍﻟﺠﻌﺪ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺯﺍﻭﻳﺘﻪ ﺑﺎﺑﺰﻭ؟
ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ
ﻟﺠﻮﺀ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺰﻭ:
.1 ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻟﻨﻴﻜﻮﻻ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ: ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮ
ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﻌﺪ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺳﻨﺔ 1786 ﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ؛ ﺿﻞ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻳﺔ ﺳﻴﺪﻱ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﻓﻲ ﺍﺑﺰﻭ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺩﻣﻨﺎﺕ؛ ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﻛﻬﺒﺔ 29 ﻣﻠﻜﺎ ﺷﺎﺳﻌﺎ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﺧﻼﻓﻪ.
.2 ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺮﻭﻱ ﺣﺪﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﻴﻪ
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1784، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1784ﻡ ﻋﺎﻗﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻭﻱ (ﺕ: 1819) ﻭﻧﻔﺎﻩ ﺇﻟﻰ
ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺃﻱ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺑﺎﻟﻐﺔ.
.3 ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺳﺘﻘﺼﺎ: ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻤﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻮﻡ،
ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻧﺎﻗﺺ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻛﻤﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ." ﻭﺃﺿﺎﻑ: ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺭﺍﺟﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ
ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺳﻨﺔ 1199 ﻫـ؛ ﻋﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﺗﺎﺩﻟﺔ؛ ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﻌﺪ، ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺑﻬﺪﻣﻬﺎ، ﻭﻃﺮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ؛ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺶ.
.4 ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ
ﻧﻔﻲ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ، ﻭﻓﺴﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﺮﺟﻤﻨﺎ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﺕ : 1781 ﻡ)؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺼﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﻟﻜﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ، ﺣﻨﺒﻠﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ
ﻳﻨﺒﺬ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤننشرة ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻟﺬﺍﻟﻚ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺄﻣﺮ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ( ﺕ: (1204 )
ﺭﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﺯﺍﻭﻳﺘﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﺤﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﺳﻞ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ (ﺕ: 1283 ) ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻔﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺟﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺯﺍﻭﻳﺘﻪ ﻣﻜﺮﻣﺎ ﻣﻌﺰﺯﺍ.
ﻭﻻﺷﻚ
ﺃﻥ ﻣﻮﻻﻱ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ
: "ﻣﺒﺪﺋﻲ : ﺭﺍﻓﻀﺎ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ . ﻋﻤﻠﻲ:
ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ؛ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ.
ﻧﻔﻲ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﺑﺰﻭ ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺗﺎﻛﻮﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻣﺎﺳﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﻱ ﺃﺣﺪ ﺣﻔﺪﺓ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺩﻓﻴﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺠﻌﺪ، ﻭﻳﺘﺼﻞ ﻧﺴﺒﻬﻢ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻭﻟﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﺮﻓﺎﺀ
ﺍﺑﺰﻭ.
أشار بعض الباحثين أنه ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ
ﺟﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺃﻗﺮﻣﻮﺩ، ﻓﺎﻗﺘﻄﻌﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ ﺭﺣﺒﺔ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺑﺎﻝ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻨﻰ ﺩﺍﺭﺍ
ﻟﺴﻜﻨﻪ ﻭﻣﺴﺠﺪﺍ ﻭﺯﺍﻭﻳﺔ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.
ﻭﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺑﻴﺘﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ. ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﺃﻟﻔﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ: ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ
ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﻕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺑﺪﻳﻊ ﻭﺑﻼﻏﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ . " ﻭ " ﻛﺘﺎﺏ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻔﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﺳﺘﻴﻦ ﺳﻔﺮﺍ، ﺍﺳﺘﻤﺮ
ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﺯﻫﺎﺀ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺗﺎﻛﻮﻧﺖ،
ﻓﻨﺰﻝ ﺩﺍﺭﺍ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻼﺡ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﺭ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ
ﺣﻴﺚ ﺑﻨﻰ ﻣﻨﺰﻻ ﻭﻣﺴﺠﺪﺍ ﻭﺯﺍﻭﻳﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺃﻃﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﺷﺎﻧﻬﺎ ﺷﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ . ﺷﻴﺪﺕ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ
ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺭ ﺗﺎﻛﻮﻧﺖ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻌﻠﻰ ﺗﻞ ﺟﺒﻠﻲ ﻳﻄﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ،
ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺣﺔ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻭﺑﻴﻮﺗﺎﺕ ﻟﻠﻄﻼﺏ.
ﻭﺍﻣﺘﺪ ﺇﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ،
ﻭﺣﺘﻰ وقت قريب ﺗﻘﺎﻡ بين أطلالها ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ، ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﺑﻬﺎ
ﻣﻮﺳﻢ ﺳﻨﻮﻱ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺗﻜﻮﻧﺖ، ﺃﻳﺖ ﻭﺍﻛﻦ، ﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ، ﺃﻳﺖ ﻣﻮﻟﻲ، ﺃﻳﺖ
ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺝ، ﻣﺎﺯﻭﺯ، ﺗﻨﻔﺮﺕ، ﻭﺍﻭﺭﻳﻨﺖ، ﺍﻟﺰﻧﻜﺮ، ﺯﺍﻟﻜﻦ .
ﻭﺑﻮﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ (ﺳﻨﺔ ﻫـ 1234/1818 ﻡ) ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﺩﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻭﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻓﺴﻴﺪﻱ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺣﺐ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻃﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻌﺾ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ؛ ﻓﻤﻨﻊ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ؛ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ. ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻋﺪﺩﺍ
ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻭﺗﻜﻠﻔﺖ ﺑﺈﻳﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺇﻃﻌﺎﻣﻬﻢ. ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﻴﻦ
ﻭﺃﻟﻒ ﻋﻦ ﺳﻦ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻌﻮﺍﺭﺽ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ .
ولا زال السكان يتحدثون عم الكثير من
كراماته.
المصطفى فرحات:
من كتاب: ابزو كحاولة لاستعادة الذاكرة
المفتقدة الصادر سنة 2006. من ص 96 إلى ص 100.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.