الشامانات (الكهنة العرافون)*
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
كانت هناك في الماضي البعيد ولا تزال في يومنا الحاضر، ممارسة دينية عند كثير من القبائل يطلق عليها لقب "الشامانية". والشامان، أو سامان، كلمة مستعارة من قبيلة "التونغو" المعروفة بممارستها الشامانية (الكهنة والعرافة). والشامانة مهنة مقدسة لا تتيسر إلا لقلة من الناس أصحاب الوحي الذين يعرف واحدهم بالشامان. ومع أن الشامانية ليست دينا فهي عنصر متمم لكثير من الثقافات القبلية. ويعتبرها بعض المفكرين نموذجا أوليا للصوفية. ويصف العالم "ميرسيا إلياد" الشامانية بأنها "وسيلة لبلوغ النشوة". ويقول: "..يختص الشامان بالغيبوبة التي يعتقد أن روحه تغادر خلالها جسده وترتقي إلى السماء أو تنحدر إلى العالم السفلي".
لقد بين العلماء أن هناك نمطا مشتركا بين الشامانات. فكثيرون من الكهنة الشامانات مرّوا بأزمات في سني حياتهم المبكرة. وغالبا ما كان لتلك الأزمات علاقة بحالة نفسية شاذة أو حتى بنبوات جسدية. وإذا تغلب الفرد على الأزمة، فهو بفعله ذلك يحقق اكتساب المقدرة على الرؤيا أو القدرة على الشفاء، يرجح أن يعترف به أبناء قبيلته كشمان. ولذا يعتبر كثير من العلماء الشامان بأنه يجسد الفكرة التي يسمونها "الشافي الجريح" أو (المداوي وهو العليل). وبهذا الاعتبار فإن الشامان ، الذي مر بحالة من الارتباك والتشوش أو الانفصام النفسي وتحملها. ويستطيع الشامان أو الشامانة شفاء نفسه عن طريق الصراع الروحاني وشدة المحنة ثم يحقق التكامل النفساني. وينطوي هذا العمل على سلسلة من التحيات والصراعات النفسية الداخلية التي تؤدي إلى تحول الوعي وإحراز القوى الروحية. وهكذا فإن الشامان والشامانة يستجلبان الموت الرمزي لحالة الكينونة السابقة ويستحضران الولادة الروحية في حالة جديدة. ويعود الشامان بعد هذه الولادة الرمزية الجديدة إلى المجتمع متمتعا بقوى جديدة ومكانة اجتماعية مرموقة كي يساعد في شفاء الآخرين.
يشتهر الشامانات الذين كثيرا ما يشار إليهم بأنهم "الأطباء السحرة" بقدرتهم على تحقيق الشفاء. وتعتمد أساليب الإشفاء وأنواع التشخيص في معلوماتها في مجتمع ما على النظرة السائدة إلى العالم في ذلك المجتمع. وقد طوّرت المجتمعات الحديثة أساليب فعالة جدا في إبراء علل الجسد. إلا أن الشامانات لا ينظرون إلى الجسد كأساس، بل يعتقدون بأن الواقع الروحي هو المبدأ المنظم للواقع المادي. وتنطوي هذه النظرة العامة إلى العالم على الإيمان بكيانات روحية مختلفة، بعضها ضار بالإنسانية، يعمل بالتالي على استنزاف طاقة الناس وحيويتهم أو يسبب إعاقات وعراقي للأشخاص. ولذا فكثيرا ما يلجأ الشامانات إلى وسائل درامية متنوعة مكثفة ويتدخلون مع العالم الروحي بالنيابة عن المرضى لطرد الأرواح التي تعوق المرضى. وتمرضهم.
.........................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 97/98. (بتصرف).
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
كانت هناك في الماضي البعيد ولا تزال في يومنا الحاضر، ممارسة دينية عند كثير من القبائل يطلق عليها لقب "الشامانية". والشامان، أو سامان، كلمة مستعارة من قبيلة "التونغو" المعروفة بممارستها الشامانية (الكهنة والعرافة). والشامانة مهنة مقدسة لا تتيسر إلا لقلة من الناس أصحاب الوحي الذين يعرف واحدهم بالشامان. ومع أن الشامانية ليست دينا فهي عنصر متمم لكثير من الثقافات القبلية. ويعتبرها بعض المفكرين نموذجا أوليا للصوفية. ويصف العالم "ميرسيا إلياد" الشامانية بأنها "وسيلة لبلوغ النشوة". ويقول: "..يختص الشامان بالغيبوبة التي يعتقد أن روحه تغادر خلالها جسده وترتقي إلى السماء أو تنحدر إلى العالم السفلي".
لقد بين العلماء أن هناك نمطا مشتركا بين الشامانات. فكثيرون من الكهنة الشامانات مرّوا بأزمات في سني حياتهم المبكرة. وغالبا ما كان لتلك الأزمات علاقة بحالة نفسية شاذة أو حتى بنبوات جسدية. وإذا تغلب الفرد على الأزمة، فهو بفعله ذلك يحقق اكتساب المقدرة على الرؤيا أو القدرة على الشفاء، يرجح أن يعترف به أبناء قبيلته كشمان. ولذا يعتبر كثير من العلماء الشامان بأنه يجسد الفكرة التي يسمونها "الشافي الجريح" أو (المداوي وهو العليل). وبهذا الاعتبار فإن الشامان ، الذي مر بحالة من الارتباك والتشوش أو الانفصام النفسي وتحملها. ويستطيع الشامان أو الشامانة شفاء نفسه عن طريق الصراع الروحاني وشدة المحنة ثم يحقق التكامل النفساني. وينطوي هذا العمل على سلسلة من التحيات والصراعات النفسية الداخلية التي تؤدي إلى تحول الوعي وإحراز القوى الروحية. وهكذا فإن الشامان والشامانة يستجلبان الموت الرمزي لحالة الكينونة السابقة ويستحضران الولادة الروحية في حالة جديدة. ويعود الشامان بعد هذه الولادة الرمزية الجديدة إلى المجتمع متمتعا بقوى جديدة ومكانة اجتماعية مرموقة كي يساعد في شفاء الآخرين.
يشتهر الشامانات الذين كثيرا ما يشار إليهم بأنهم "الأطباء السحرة" بقدرتهم على تحقيق الشفاء. وتعتمد أساليب الإشفاء وأنواع التشخيص في معلوماتها في مجتمع ما على النظرة السائدة إلى العالم في ذلك المجتمع. وقد طوّرت المجتمعات الحديثة أساليب فعالة جدا في إبراء علل الجسد. إلا أن الشامانات لا ينظرون إلى الجسد كأساس، بل يعتقدون بأن الواقع الروحي هو المبدأ المنظم للواقع المادي. وتنطوي هذه النظرة العامة إلى العالم على الإيمان بكيانات روحية مختلفة، بعضها ضار بالإنسانية، يعمل بالتالي على استنزاف طاقة الناس وحيويتهم أو يسبب إعاقات وعراقي للأشخاص. ولذا فكثيرا ما يلجأ الشامانات إلى وسائل درامية متنوعة مكثفة ويتدخلون مع العالم الروحي بالنيابة عن المرضى لطرد الأرواح التي تعوق المرضى. وتمرضهم.
.........................................................................
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص 97/98. (بتصرف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.