الديانة
السيخية
"هناك كائن واحد أعلى هو الحقيقة
الأزلية. هو الخالق بلا خوف أو وجل، مجرد من البغضاء. إنه خالد لم يتجسد أبدا.
موجود من تلقاء ذاته، يدرك من نعمائه من خلال الغورو (المعلم الروحاني).
غورو ناناك
(المعلم المرشد).
تقديم:
كلمة سيخ مشتقة
من اللغة السنسكريتية من كلمة "سِكسيا" (Siksya) التي
تعني "متعلم" أو "تلميذ"، ما يدل على أن السيخ ينذرون أنفسهم للتعلم وممارسة
"غورمات" مبادئ الغورو وتعاليمه الروحانية. ولا يعترف السيخ إلا بوغرو
واحد نهائي مطلق هو اللهن المعلم الحق ساتوغورو (Satuguru). ويعترف السيخ بعشرة
آخرين من الغورو البشر. وتجسد تعاليم هؤلاء الغورو كلمة الله. وقد انتقلت الزعامة
الروحية السيخية بعد غورو ناناك من غورو غلى آخر حتى انتهت بالغورو غوبِند سينغ
(1666- 1708) الذي عين آدي غرانث، كتاب المختارات الأولى خليفته الروحي.
غورو ناناك وأصول الديانة السيخية
ولد غورو ناناك (المعلم المرشد) عام 1469 م. في إقليم البنجاب في شمال
الهند لأسرة تعتنق الديانة الهندوسية المتوارثة. وكان لتجاور الهندوسية والإسلام
في هذا الإقليم دور كبير أصل الديانة السيخية وتطورها معا.إضافة إلى الحركة النسكية
القديسية.
بعد فترة قصيرة من تجربة غورو ناناك الروحانية تخلى عن ممتلكاته ومقتنياته
وبدأ سلسلة طويلة من الرحلات ساعيا في سبيل نشر رسالته، ورافقه في ترحاله ماردانا
الذي استمر في مصاحبة إنشاد ناناك تراتيله بموسيقاه. جاب أرجاء القارة الهندية،
وقيل إنه بلغ في أسفاره مكة المكرمة.
إن السلطة الروحانية للديانة السيخية كامنة في الصيغة الموسعة
للمخاترات(آدي غرانث) التي تحتوي على نحو ستة آلاف نشيد. ومقتطفات مقتبسة من
النساك الهندوس والزهاد الصوفيين تتألف من 541 نشيدا.
خلق العالم:
وصف غورو ناناك عملية خلق الله للكون على الوجه التالي:
كان ظلام قبل بلايين السنين.
لم تكن أرض ولا سماء، ولاشيء سور تدبير الله.
لم يكن نهار، ولا شمس، ولا قمر، كان الله يتأمل في فراغ.
لم يكن طعام ولا كلام، ولا هواء ولا ماء.
لم يكن أحد مخلوقا ولا أحد ميتا، ولم يأت أحد ولم يذهب أحد.
لم تكن قارات ولا عالم سفلي،
ولا سبعة بحارن ولا ماء في الأنهار.
لم تكن سماء ولا سلحفاة تحت الأرض.
بأمره (حكاك) خلق العالم.
التوجه إلى الله
يسعى السيخ إلى إدراك معرفة الله من خلال التوافق والانسجام مع دفق الصوت
الرباني. ويتطلب هذا العمل الخضوع والاستسلام لمشيئة الله (حكام). ويوصف معتنق
الديانة السيخية الذي يسلم أمره لإرادة الله
ويطيع تعاليم الغورو بأنه
"غورموخ" أي ذلك الذي ولى وجهه شطر الله والغورو.
....................................................................................................................
* تراثنا
الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص/ 293-304 (بتصرف..)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.