الله العلي*
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
من التعابير الشائعة لوصف المعتقدات والنظرات الدينية إلى العالم تعبيرا "الشرك" (الإيمان بعدة آلهة) و "التوحيد" (الإيمان بإله واحد). إلا أن هذين الوصفين يمكن أن يتسببا من اللّبس والتشويش أكثر مما يوفران من جلاء ووضوح، ومن التزمّت أكثر من التفهم. ومثال ذلك أن العديد من الشعوب المعاصرة ينظر إلى نفسه وكأنه هو صاحب المفهوم الديني القائل "بالوحدانية" ويؤمن في الوقت ذاته بوجود الإنس والجن والملائكة، إلا أن المرء يجد معتقدات مماثلة كامنة في التقاليد والمعتقدات البدائية المصنّفة بأنها "شرك" على الرغم من أن معظم الأديان القبلية يقول بالإيمان بإله واحد مطلق. ومن الأمثلة على ذلك ما يستخلصه عالم اللاهوت الأفريقي بولاجي إيدوؤ (E. Bolaji Idowu) فيما يلي:
"لا أعرف مكانا في أفريقيا لا يعود فيه المنتهى المطلق إلى غير الله...وأنا أستنتج أن الدين لا يكون وصفه تاما إلا بوصفه بأنه توحيدي. وأنا أعدل هذا "التوحيد" بإضافة نعت هو "منتشر"، لأن لدينا هنا توحيدا فيه قوى أخرى تستمد من الإله مثل هذه الكينونة والسلطة اللتين يمكن اعتبارهما لأسباب عملية على أنهما تكادان أن تكونا غايات بحد ذاتها.
يتجلى الوجود الإلهي عند القبائل الأفريقية من خلال الأرواح والقوى التي تسكن العالم. وهناك قول شائع في المناطق الجنوبية من غانا ونيجيريا مفاده أن "..الشمس تسقط في المساء، لكنه (الله) باق دائما هناك". والإيمان بإله عليّ متسام عند كثير من الشعوب القبلية الأفريقية إيمان ضمني مُضمر. ويندر أن تكون الصلاة في بعض الحالات موجهة إلى الله المتعالي إلا إذا كان الشخص المعني يعاني من ظروف بالغة الصعوبة. وينبع الاعتقاد بوجود إله عال بعيد المنال، وخاصة بالنسبة لمفهوم القبائل الأفريقية، من الإيمان بأن الله ليس معنيا مباشرة بأمور الحياة البشرية وأحداثها. وقد جهل كثير من العلماء الأوائل والمراقبين الخارجيين أن هناك إيمانا قبليا سائدا بكائن واحد أعلى لأنهم لم يروا الناس يعبدون خالقا أسمى مباشرة. ولا يُستحضر ذكر الكائن الأسمى في كثير من الحالات لأن تصريف الهموم الرئيسية للحياة وشؤونها اليومية منوط بالأرواح والآلهة الصغرى.
ونظرا لتنوع اللغات الأفريقية وتعددها، وتنوع تسميات الله العلي عند القبائل المختلفة. فهو عند الإيبو (نيجيريا في الوقت الحاضر) تشوكووُ (Chukwu) وعند الزولو (جنوب إفريقيا حاليا) إنكوسي يٍزولو (Inkosi Yezulu) أو أمفِلِنغكانغي (Umvelingqangi) وعند البايلا (زامبيا اليوم) ليزا (Leza) وعند الدّنكا (في السودان اليوم) فهو تماأوكل (Temaukel) وعند اللوُو (في كينيا الحاضر) نياسي (Nyasi)، أما عند المِنده (سيراليون حاليا) فهو نْجٍوُو .(Ngewo)
…………………………………………….
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص/77/79. (بتصرف).
" أنا أعتقد أن واجب كل مثقف رجلا كان أو امرأة، أن يقرأ كتب العالم المقدسة بود وتعاطف. وإذا نحن احترمنا أديان الآخرين كما نريد منهم أن يحترموا ديننا، فإن دراسة ودودة لديانات العالم واجب مقدس".
الماهتما غاندي
من التعابير الشائعة لوصف المعتقدات والنظرات الدينية إلى العالم تعبيرا "الشرك" (الإيمان بعدة آلهة) و "التوحيد" (الإيمان بإله واحد). إلا أن هذين الوصفين يمكن أن يتسببا من اللّبس والتشويش أكثر مما يوفران من جلاء ووضوح، ومن التزمّت أكثر من التفهم. ومثال ذلك أن العديد من الشعوب المعاصرة ينظر إلى نفسه وكأنه هو صاحب المفهوم الديني القائل "بالوحدانية" ويؤمن في الوقت ذاته بوجود الإنس والجن والملائكة، إلا أن المرء يجد معتقدات مماثلة كامنة في التقاليد والمعتقدات البدائية المصنّفة بأنها "شرك" على الرغم من أن معظم الأديان القبلية يقول بالإيمان بإله واحد مطلق. ومن الأمثلة على ذلك ما يستخلصه عالم اللاهوت الأفريقي بولاجي إيدوؤ (E. Bolaji Idowu) فيما يلي:
"لا أعرف مكانا في أفريقيا لا يعود فيه المنتهى المطلق إلى غير الله...وأنا أستنتج أن الدين لا يكون وصفه تاما إلا بوصفه بأنه توحيدي. وأنا أعدل هذا "التوحيد" بإضافة نعت هو "منتشر"، لأن لدينا هنا توحيدا فيه قوى أخرى تستمد من الإله مثل هذه الكينونة والسلطة اللتين يمكن اعتبارهما لأسباب عملية على أنهما تكادان أن تكونا غايات بحد ذاتها.
يتجلى الوجود الإلهي عند القبائل الأفريقية من خلال الأرواح والقوى التي تسكن العالم. وهناك قول شائع في المناطق الجنوبية من غانا ونيجيريا مفاده أن "..الشمس تسقط في المساء، لكنه (الله) باق دائما هناك". والإيمان بإله عليّ متسام عند كثير من الشعوب القبلية الأفريقية إيمان ضمني مُضمر. ويندر أن تكون الصلاة في بعض الحالات موجهة إلى الله المتعالي إلا إذا كان الشخص المعني يعاني من ظروف بالغة الصعوبة. وينبع الاعتقاد بوجود إله عال بعيد المنال، وخاصة بالنسبة لمفهوم القبائل الأفريقية، من الإيمان بأن الله ليس معنيا مباشرة بأمور الحياة البشرية وأحداثها. وقد جهل كثير من العلماء الأوائل والمراقبين الخارجيين أن هناك إيمانا قبليا سائدا بكائن واحد أعلى لأنهم لم يروا الناس يعبدون خالقا أسمى مباشرة. ولا يُستحضر ذكر الكائن الأسمى في كثير من الحالات لأن تصريف الهموم الرئيسية للحياة وشؤونها اليومية منوط بالأرواح والآلهة الصغرى.
ونظرا لتنوع اللغات الأفريقية وتعددها، وتنوع تسميات الله العلي عند القبائل المختلفة. فهو عند الإيبو (نيجيريا في الوقت الحاضر) تشوكووُ (Chukwu) وعند الزولو (جنوب إفريقيا حاليا) إنكوسي يٍزولو (Inkosi Yezulu) أو أمفِلِنغكانغي (Umvelingqangi) وعند البايلا (زامبيا اليوم) ليزا (Leza) وعند الدّنكا (في السودان اليوم) فهو تماأوكل (Temaukel) وعند اللوُو (في كينيا الحاضر) نياسي (Nyasi)، أما عند المِنده (سيراليون حاليا) فهو نْجٍوُو .(Ngewo)
…………………………………………….
* تراثنا الروحي. مايكل درافيس وجيمس مادييو ومايكل روسو. ص/77/79. (بتصرف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.