تقاليد الحرب العادلة ومبادئها
- 02 -
لا تستند الحرب العادلة إلى مبدأ ثابت، بل هي تطورت على
مدى العقود. ولاتزال، في استجابة للظروف والطبيعة المتغيرة للحرب، ويتناولها
العديد من المعلقين الذين يركزون على جوانب مختلفة منها، بيد أنه في إطار هذه
التقاليد المتغيرة توجد مجموعة من المبادئ المتفق عليها بشكل كبير تمثل الجوهر،
جرت صياغتها عبر القرون بهدف تقديم إرشادات لتفكيرنا حول الحرب.
يمكن إرجاع هذا التقليد إلى القديس "أغسطين"
الذي انكب في القرن الخامس على دراسة السؤال الأبدي المتصل بمعرفة ما إذا كان من
الممكن لمسيحي أن يدخل في حرب دون أن يرتكب خطيئة..وتوصل في النهاية إلى أن
المسيحي يمكنه الدخول في حرب فقط إذا ما كانت عادلة: "كقاعدة عامة تُعّرف
الحروب العادلة بأنها تلك التي تكون ثأرا من ظلم، إذا ما تعرضت الأمة أو الدولة
التي تُشنّ الحرب عليها عن معاقبة خطأ ارتكبه مواطنوها، أو لاستعادة شيء ما جرى
الاستيلاء عليه بغير الطريق الصحيح.
على الرغم من أن تقليد الحرب العادلة كان له أصل مسيحي،
فإنه جرى تطويره بشكل يتعارض مع نظريات الحرب التي شُنّت باسم الدين (الحروب
الصليبية مثلا).
وكتب "كريتين دي بيسان" في نهاية القرن الرابع
عشر وبداية القرن الخامس عشر أن "الحرب هي شيء بغيض وليس مطلوبة"،
ولكنها قد تكون ضرورية لحماية الرفاهية البشرية. ولتكون الحرب عادلة فقد قدم جملة
من المعايير الضرورية وهي:
1. مبادئ الحرب العادلة
المبررات المقبولة لشن الحرب
يكون من المسموح الدخول في حرب فقط إذًا:
* إذا ما كان مرخصا بذلك من قبل سلطة مخولة مختصة.
* يتم القيام بها لخدمة قضية عادلة.
* توافر النية الحسنة.
* أن تكون الحرب هي الملاذ الأخير.
* ألا يكون الضرر المحتمل أن ينجم على الحرب غير متناسب
مع المصلحة المستهدف تحقيقهاـ أخذا بعين الاعتبار احتمالات النجاح (مبدأ التناسب).
2. العدالة أثناء الحرب
خلال الحرب يجب الالتزام بالمبادئ التالية:
* ألا يكون الضرر المرجح أن ينجم عن القيام بعمل عسكري
معين غير متناسب مع المصلحة التي تتحقق من هذا العمل.
* عدم الاستهداف المتعمد لغير المقاتلين.
يُلاحظ أنه اقتُرح مؤخرا إضافة شرط يتعلق بالأوضاع فيما
بعد الحرب وهو إقامة السلام العادل.
يبقى السؤال ما المقصود بالقضية العادلة؟ يتبع..
.....................................................................................................................................
* ألأخلاقيات والحرب. ديفيد فيشر. علم
المعرفة. يوليو 2014. العدد 414. ص. 105/109. (بتصرف). يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.