(الحلقة الثالثة)
خليل حاوي
(1919 – 1982)
من مواليد إحدى قرى جبل العرب "الشوير" بسوريا.
درس حتى سن الثانية عشرة من عمره، اضطر إلى ترك الدراسة بعد وفاة والده، اشتغل في
البناء ورصف الطرق. وكان كثير القراءة.
تعلم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية وتمكن من ولوج
مدرس مدرسة"الشويفات" الوطنية شهادة "الهاي اسكول" والتحق
بالجامعة الأمريكية ببيروت ومال شهادة الماجستر في الفلسفة، وحصل على منحة فالتحق
بجامعة كمبريدج بإنجلترا، ليحصل فيها على درجة الدكتوراه، وعاد إلى لبنان حيث
اشتغل أستاذا بالجامعة التي تخرج منها
ابتعد في شعره عن الكتابة في الموضوعات الوصفية، مستضيئا
بثقافته الفلسفية والأدبية والنقدية واتخذ من النفس والكون والحياة موضوعات لشعره.
وكانت الرموز قوام شعره. يستلهم الشاعر
خليل حاوي صوره وقاموسه الشعري من خلال استدعاء الرموز الأسطورية لبناء عالمه
الشعري، إضافة إلى استلهامه للتراث الإنساني الغني والمتنوع. فتتردد في أشعاره
رموز مثل "الدرويش"، "السندباد"، "تموز"،
"لعازر"..
إننا نشعر في قصائده بحضور الذات الشاعرة منشغلة بقضايا
وجودية وفلسفية مرتبطة بالقضايا العربية الكبرى في بعدها الإنساني والحضاري، فحضرت
في أشعاره بشكل بارز ثنائية الحياة والموت، والخصب والجفاف، البعث ...كما لجأ إلى
الأسطورة والرموز الدينية ليعبر عن عجز الإنسان عن الفعل..
تأثر بالشاعرين "توماس إليوت" الإنجليزي، و
"ملارميه" الفرنسي من حيث طبيعة الموضوعات التي تناولوها في أشعارهم، أو
من حيث استخدام الرموز والأساطير، أو المزاج النفسي والعاطفي المسيطر على أسلوبهم
الشعري، ومع ذلك ظل خليل حاوي محتفظا بأصالته الشعرية وقدم للساحة الشعرية العربية
قصائد متميزة.
عندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى بيروت سنة 1982، لم
يطق ذلك، فأطلق على رأسه النار.
من أعماله
نهر الرماد ـ الناي والريح ـ بيادر الجوع ـ ديوان خليل
حاوي ـ الرعد الجريح ـ من جحيم الكوميديا. نشر أعماله في جريدة "الآداب"
و "مجلة "شعر".
يقول:
"ويدي تمسك في خذلانها
خنجر الغدر، وسم الانتحار
ردّ لي يا صبح وجهي المستعار
وجحيمي في دمي، كيف الفرار؟
وأنا في الصبح عبد للطواغيت الكبار.
وأنا في الصبح شيء تافه، آه من الصبح
وجبروت النهار !"
******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.