الشاعرة سيلفيا بلاث
sylvia plath
"آه لو أنني تُركت وشأني، أية شاعرة كنت سأجلد ذاتي
لأكونها".
سيلفيا بلاث
تلقي رواية "الشهرة المريرة" للكاتبة والشاعرة
"آن ستيفنس" كثيرا من الضوء على حياة الشاعرة "سيلفيا بلاث".
ولدت sylvia plath في 27 أكتوبر 1932 بنواحي بوسطن، كتبت أشعارا
وروايات وقصص قصيرة وكتب للأطفال ولكنها اشتهرت كشاعرة. منذ انتحارها تحولت في
الأدب الأنكلوسكسوني إلى رمز خصوصا عند النساء اللواتي يحيون في مجتمع يسيطر فيه
الرجال، وتسحق فيه النساء، والبعض الآخر رآى فيها أيقونة الشعر خصوصا عندما تم نشر
نصوصها بعد موتها.
نشرت أول قصيدة لها
وهي في الثامنة من عمرها، وكان لموت والده المفاجأ أثرا عميقا في تشكيل نفسيتها، كما تميزت سيلفيا بلاث بثقافة عالية وذكاء متقد وشخصية نارية.
نشأت في عائلة أمريكية ألمانية وضمن تقاليد ثقافية واجتماعية صارمة. كما تميزت شخصيتها بالحدة
وهي التي صنعت عبقريتها الشعرية.
عاشت سيلفيا جحيما
نفسيا خاصا وعميقا. ففي سن الخامسة عشرة بدأت في نشر قصائدها التي أدهشت زملائها
ومدرسيها. كانت تسعى دائما لتجاوز ذاتها، قضت النصف الأول من الخمسينات كطالبة
جامعية متفوقة في كلية سميث للفتيات. كتبت للصحافة في نيويورك واشتهرت بمقالاتها
وقصائدها، نالت جوائز عديدة، كتبت ما يقارب من خمسين قصة، وكانت محرر بجريدة "مادموزيل"
الجامعية، ونشرت مجموعتها الأولى "العملاق وقصائد أخرى"في ابريطانيا أوائل
الستينات. لكنها بالرغم من إبداعها ونجاحها كانت تعاني من حالات اكتئاب سوداوية
حادة، ورغبات انتحارية مفاجئة حاولت أن تنفذ إحداهما في سن العشرين
"المخازن تمتلئ
بالقلوب
وهذه هي مدينة قطع
الغيار"
بهذه العبارة
الشعرية تختصر سيلفيا بلاث علاقتها بانيويورك. كانت تكتب لليالي وأيام متواصلة دون
أية قدرة على النوم مما كان يؤدي بها إلى حالة هستيرية تخيفها وتشككها في إمكانية
حملها لجرثومة الجنون في عقلها. تحت هذه الوطأة حاولت أن تنتحر في سن العشرين.
عندما سألتها أمها عن السبب قالت: "لقد أردت فقط أن أعرف أن كنت أمتلك
الشجاعة لمثل هذه المواجهة".
كان المظهر الخارجي
لسيلفيا دائما هادئا، اجتماعيا بينما لا أحد يدرك ما يعتما في أعماق روحها.
كان لقاء الشاعرة
مع الشاعر تيد هيوز خريج كمريدج والذي كان يعمل في تنظيف الحدائق ويكتب الشعر
وينام بين غرف أصدقائه مفلسا في معظم الأوقات هو اللقاء التاريخي ـ الحلم الذي بحتث عنه الشاعرة ..لقد كان هو
الزوج المثالي بالنسبة إليها، أرادت أن تتزوجه فتزوجته، لتقضي سنوات عديدة من أجمل
سنوات حياتها حيث الكفاح المشترك، السفر، الأصدقاء، الأطفال. الكتابة المشتركة،
لقد التقيا في عام 1956 وكان الشعر هو الجسد للعلاقة بينهما على اختلاف ماضيهما
الاجتماعي والشخصي.
في لحظة ما من
حياتها السعيدة بدأت تهاجمها نوبات الظلام المرعب في الروح مفسدة كل النجاح الذي
أمكنها تحقيقه. لم تعد قادرة على النوم والكتابة والتفكير، في أعماقها تنهض قوة
تقودها نحو التدمير الذاتي. لقد استطاعت أمومتها لطفلين أن تمنحها تجربة
جديدة في الحب، لكنها لم تستطع إنقاذها من مصيرها الغامض.
كان من المقرر أن
تصل الممرضة في الساعة التاسعة صباحا من يوم الأحدى عشر من فبراير 1963 لمساعدة
بلاث مع رعاية الأطفال، عند وصولها لم تستطع دخول الشقة، وفي النهاية حصلت على
المساعدة من عامل تشارلز لانجريدج. وجدوا جثة بلاث، لقد ماتت بسبب التسمم بأول
أكسيد الكربون بعد أن حشرت رأسها في الفرن. وضعت مناشف مبللة تحت الأبواب لتكون
حاجزا بين المطبخ وبين غرف أطفالها. في حوالي الساعة الرابعة ونصف في الصباح المبكر.
كان عمرها ثلاثين سنة.
نشر ديوانها
"أرييل" بعد وفاتها ولقي صدى واسعا لدى القراء الأنجلو سكسونيين.
تقول في إحدى قصائدها:
"الموت
إنه فن، مثل كل شيء آخر
إنني أرتكبه بجدارة خارقة
أرتكبه لكي أشعر به كالجحيم
أرتكبه ليبدو حقيقيا
أظن أنك تستطيع القول إنني مدعوة إليه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.