ترحيب

Welcome to the farhat mustapha Website المصطفى فرحات يرحب بكم
أنت إنسان حر الإرادة والفكر والفعل؟ إذا أنت غير موجود..

بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

رسائل


،رسائل: الرسالة (12): كنت وستبقين حاضرة في الذاكرة، صورتك لا تبلى، بل تزيدها الأيام غضارة ونضارة، وأنتظر دائما أن ألقاك يوما وأروي عطش الفقدان والحنين... ..

جديد الأخبار

7. قالوا عن الحزن: * "لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أي حال ذلك الشخص الذي يستحقها لن يجعلك تبكي". )غابرييل جارسيا ماركيز) * "الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين". (كيتي جيل) * "للحزن أجنحة يطير بها مع مرور الزمن". (جان فونتين) * "ليس الحزن سوى جدار بين حديقتين". (كاهيل غبرين) * "الصمت الطويل هو الطريق للحزن... لأنّه صورة للموت". (جان جاك روسو) * "الكثير من السعادة تستحق القليل من الحزن". (ثوماس فولر)
أحدث المواضيع

coinautoslide

Beauty is in the eyes of the beholder

INFO

معلومات
  • 1. *It's always darkest before the dawn
  • 2. *Practice makes perfect
  • 3. * Don’t count your chickens before they’re hatched
  • 4. * You can’t judge a book by it’s cover
  مع العسر ...

الاثنين، 30 مايو 2022

مقاربات نقدية: 22. جانب من ظواهر فنية - جمالية في شعر الشاعلر الليبي محمد المختار زادني*

تهدف هذه الورقة البسيطة إلى مقاربة وتقريب جانب من تجربة الشاعر محمد المختار زادني من خلال رصد بعض الظاهر الفنية التي تحضر بشكل لافت لانتباه في قصائده. مع العلم بأنه من الصعب إبداء رأي قاطع في هذه التجربة لسببين رئيسيين:

الأول: لم تتح لي الفرصة لكي أطلع على ديوانه.

الثاني: ما قرأته له في المنتديات، لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال أن يعكس عمق وعمومية هذه التجربة.

لهذا وجدت نفسي مرغما على اختيار نصوص مما نشره على مواقع ومنتديات على الشبكة الإلكترونية، وعملت على رصد بعض الخصائص، أو التقنيات التي يميل الشاعر إلى توظيفها، والتي هي في جوهرها من يحدث الفرق بين الشعر والنثر. ووقع اختياري على ثلاثة نصوص، وهي:

* أنا هنا ديم.

* كلوم في كلم.

* لغة بلا صوت.

وقسمت ـ من الناحية المنهجية ـ هذه المداخلة إلى قسمين:

الأول: يهتم بتحليل تقنيات التصوير الشعري.

الثاني: يهتم بتقنيات الإيقاع.

ـ 1 ـ

تقنيات التصوير

1. اللغة الشعرية:

هي كل ما يملكه الشاعر للتعبير. ومن ثمة، فجودة أو رداءة القصيدة يعود في الأصل ـ إلى جانب الموهبة ـ إلى مدى تحكم الشاعر في هذه الأداة. إنها الفيصل والمعيار الذي تتحدد به شعرية القصيدة.

واللغة الشعرية، متى أحسن توظيفها، فإنها قادرة على التعبير والكشف عن الدلالة، وذلك من خلال ما تخلقه من انزياحات وفاعلية لها تأثير كبير سواء على مستوى التصوير الشعري، أو التأثير في المتلقي الذي تخلف لديه استجابات تتفاوت وعمق الانزياح، والإيحاءات المرتبطة به، والتصوير الفني.

ومن الوسائل التي وظفها الشاعر لتحقيق هذا الانزياح:

1. أ. إسناد الفعل الإنساني إلى غير فاعله. هذه التقنية نجد حاضرة بشكل ملفت للانتباه في القصائد الثلاث. بل بها تنهض شعرية النصوص، فلا يكاد يخلو بيت من أبيات القصيدة من هذه الظاهرة.

* قصيدة "لغة بلا صوت"، نجد: (الوشاح يشكر ـ الشط يزوق ـ الموج يُقري ـ النهر يعانق ـ الغاب ينشد ـ السهول تزهو ـ الأطياف تسلم ـ اللواحظ تبتدع..)

* قصيدة "أنا هنا ديم" (الحروف تلبس ـ  العشق يحتل ـ القوافي تضُج ـ العبرات تتكلم..)

* قصيدة "كلوم في كلم": (الزمان يبكي ـ الحرف يبكي ـ الشعر يكلِّل ـ الرفاة تصغي..)

2. ب. إسناد أوصاف إلى غير الموصوفين بها: هذه التقنية أقل حضورا من سابقتها، إذ لا نكاد نعتر في مجمل القصائد إلا على ثلاثة نماذج:

* قصيدة "أنا هنا ديم": (طيف راقص ـ التوجع صامت.)

* قصيدة "كلوم في كلم": (التبر متسخ ـ البحر مهيب.)

لاشك أن الصفة تعكس التبات والسكونية على عكس الفعل الذي يتميز بالحركية والدينامية، وهذا ما يجعل كثيرا من النصوص التي تكثر فيها الصفات ثقيلة على الحس والفكر، والشاعر الذي يملك الخبرة والموهبة يتفادى هذا النمط من التصوير. ولا أعتقد أن شاعرنا تنقصه هذه المواصفات.

ـ 2 ـ

الصورة الشعرية

من المعلوم أن الصورة الشعرية هي تركيب لغوي لتصوير معنى عقلي أو عاطفي، متخيل بين شيئين يمكن تصويرهما بأساليب عدة عن طريق المشابهة والتجسيد والتشخيص والتجريد. والغاية هو إحداث التأثير لدى المتلقي، ودفعه إلى إبداء استجابات متنوعة..وحسب قدرة الشاعر على التخيل والتصوير يكون التأثير. وكما نعلم فالصورة الشعرية أنواع، وكل نوع له خصائصه المميزة، وبحسب حضور كل نوع داخل النص الشعري تتحدد عمق التجربة الشعرية وغناها. فما هي أكثر الأنواع حضورا في القصيدة؟

2. أ. الصورة الشعرية المفردة:

نعني بها تلك الصورة البسيطة القائمة على تشبيه مفرد بمفرد في صفة مشتركة بينهما تكون هي أيضا مفردة. ومن النماذج التي اخترناه من شعر الشاعر للتمثيل:

* من قصيدة "أنا هنا ديم':

                     فأقمت بين زهورها متأملا    ألوان طيف رائع الرقصات 

نلاحظ ها هنا تشبيه الشاعر ألوان الطيف براقصة. والصفة المشتركة بينهما هي رشاقة الحركة وجماليتها.

* من قصيدة "لغة بلا صوت":

                      هي لي الخليلة منذ أزهر خدها    وأنا لها الخل الوفي الأشهم 

يشبه الخد بالزهر. الجامع بينهما الحمرة والنضارة.

إن الصورة الشعرية المفردة بحكم تقارب العلاقة بين المشبه والمشبه به، فإن المعنى لا ينزاح إلا بدرجة محدودة جدا، إنها من أبسط أشكال التصوير، ووظيفتها في أغلب الأحيان تزيني.

2. ب . الصورة الشعرية المركبة:

هي نسيج لغوي تعبيري مكون من مجموعة من الصور البسيطة المؤتلفة فيما بينها، وعبرها ينقل الشاعر تجربة أو موقفا أو فكرة على درجة كبيرة من التعقيد، وهي ـ الصورة الشعرية ـ متداخلة العناصر، ومتصلة بالمواقف والتجارب المواقف المعقدة التي يصعب التعبير عنها بمجرد الوصف الحسي المباشر، فيعمد الشاعر إلى توليد صور مركبة تناسب درجة ما يعتمل في دواخله من انفعالات. وكنماذج من قصائد الشاعر:

* قصيدة "أنا هنا ديم":

                                       لبستْ حروفي يقظتي وسباتي    واحتلني عشق بذي الشرفا 

في البيت، نجد صورتين متداخلتين تعبران عن إحساسين متوازيين، وانفعالين متكاملين. هاتين الصورتين التركيبيتين تعكسان نفسية يتجاذبها قطبان: الشعر والعشق. وللتعبير عن "التمازج" العاطفي والفكري لجأ الشاعر إلى توظيف الصورة الشعرية المركبة:

في الصورة الجزئية الأولى: شبه الحرف (الشعر) بإنسان يرتدي لباسا لا يزيله عنه أبد. الجامع بين طرفي الصورة وهو الديمومة.

في الصورة الجزئية الثانية: شبه العشق بالمحتل، والجامع بين الطرفين هو البقاء والديمومة.

وعلى الرغم من أن الصورتين وردتا منفصلتين، واستعملتا أسلوبين في التصوير مختلفين إلا أنهما في آخر المطاف يجمعهما إحساس واحد، وفكرة مشتركة، وهي المعاناة في الشعر وفي الحب.

* قصيدة "كلوم في كلم":

يبكي الزمان رجالا مخلصين بنوا    مجدا على قيم شادت ببانيها 

الصورة الجزئية الأولى: شبه الشاعر الزمان بإنسان يبكي، والجامع بين طرفي الصورة هو الحزن.

الصورة الجزئية الثانية: شبه الشاعر القيم بإنسان يشيد، والجامع بينهما هو الفرح.

إذا هناك إحساسان متناقضين يعتملان في نفسية الشاعر هما: الاعتزاز بالماضي، والتأسي بالحاضر، وقد وفق الشاعر كثيرا في التعبير على الفكرة والشعور معنا من خلال توظيفه للصورة المركبة.

2. ج . الصورة الشعرية الكلية:

من مميزات هذه الصورة:

أولا: أنها تقوم على تكثيف عناصر الصورة في مختلف الأبعاد المكونة لها، وذلك عبر التنسيق بين عدة مدركات حسية متنوعة: سمعية، بصرية، لونية، شعورية في سياق تصويري وتعبيري واحد.

ثانيا: تنمو نموا كليا يتجاوز مستوى التشخيص والتجسيد إلى مستويات جديدة ترتبط بطبيعة رؤية الشاعر لما يصوره، وعلاقته بنفسيته ووجدانه.

ثالث: تعمل على إعادة تشكيل لأشياء الطبيعة والواقع وفق درجة الانفعال الذي يعيشه الشاعر.

* من قصيدة "لغة بلا صوت" اخترت هذا النموذج:

  وأبية شكر الوشاح دلالهــــــــــــــا     بلسان حال خلته يتكلــــــــــم

تمشي، يزوق خطوها شط المصب    وموجه يقري الخطى فيعـوم

والنهر عانقه المحيط مرحبــــــــا     والغاب تنشد عشقها وتسلم 

تتجلى كلية الصورة في هذا النموذج من خلال حضور عناصر عدة مرتبطة بالصوت (شكر ـ يتكلم ـ ينشد)، الحركة (تمشي عانق ـ يرحب)، اللون (يزوق) كما حضرت عناصر الطبيعة بشكل مكثف ومتناسق (الشط ـ المصب ـ النهر ـ المحيط ـ الغاب) تتحرك هذه العناصر حركات مختلفة في مظهرها لكن متناغمة في جوهرها. يؤطرها إحساس مرهف يعكس جوا رومانسيا معطر بالفرح والجمال، مما يجعل المتلقي يشعر وهو يقرأ هذا المقطع بأريحية نفسية وشعورية. 

ـ 2 ـ

تقنيات الإيقاع

أولا: التكرار:

التكرار هو إتيان الشاعر بلفظ متعلق بمعنى، ثم إعادة اللفظ نفسه متعلقا بمعنى آخر في البيت ذاته أو في قسم منه. وللتكرار فائدة معنوية، فهو يوحي بأهمية ما تكتسبه الألفاظ أو الجمل المتكررة من دلالة يسعى الشاعر عبرها للتأثير في المتلقي وإشراكه في تجربته الوجدانية. وللتكرار صور متعددة، فما هي الصور الأكثر حضورا في قصائد الشاعر؟

1. تكرار الحرف الواحد:

* قصيدة "لغة بلا صوت":

والنهر عانقه المحيط مرحبــــــــا    والغاب تُنشد عشقها وتسلــم

فإذا بعتثُ لعينيها رسل الهـــــوى    ظل الهوى بخدها يتبســـــــم

تزهو السهول الخضر في بسماته    تستلهم الأطياف عشقا يُرسم 

فقد تكرر حرف السين (07 مرات)، وهو حرف مهموس، وقد أدى وظيفة خارجية على مستوى الإيقاع الموسيقى مرتبطة بوجدان الشاعر، حيث يعيش لحظة رومانسية، في أجواء طبيعية يغلفها الهدوء والسكينة، ويغمرها الجمال.

2. تكرار اللفظة الواحدة:

تكرار اللفظة الواحدة لها وظيفة دلالية، فهي تقوم على إغناء المعنى، وتكسبه قوة وتأثيرا، إضافة إلى وظيفته الإيقاعية بخلقها انسجاما صوتيا في النص، وتجلى هذا النوع من التكرار في صورتين:

2/أ. تكرار  اللفظة بعينها:

* قصيدة "كلوم في كلم":

                                      يا ابن النفيس!

                                      يا ابن حيان!

                                      يا ابن خلدون!

                                      يا ابن سيناء!

   تكرري أداة النداء الياء (05 مرات)، ومن المعلوم أن النداء هو طلب الإقبال، لكن الشاعر أخرج النداء عن معناه الأصلي أوالحقيقي إلى معنى التحسر والتوجع، كما أن تكرار أسماء معروفة في تراثنا العربي يعكس ارتباط الشاعر بهذا التراث، وحنينه إلى الماضي الزاهر، زمن الأمجاد والمفاخر.

2/ب. تكرار الكلمة بمعناها:

* قصيدة "أنا هنا ديم":

لاموا على الشعر اتساق عموده     فنظمته فخرا بذي الحسنــــــات

ورسمت بالكلمات مثل سطورهم    لو قارنوا عشراتهم بمئاتـــــــي

وهزمت يأس القانطين بأحــرف     زرعت بذور الفجر في العتمات

ومشيت وحدي في الفلاة مغردا     لحنا لحبك جرسه، خطواتــــــي.

  نلاحظ أن الشاعر أورد (06) كلمات تدل على نفس المعنى، وهي: (الشعر ـ النظم ـ الكلمات ـ السطور ـ الأحرف ـ التغريد.) وكلها تعني شيئا واحدا، وهو الشعر.

   لقد وظف الشاعر التكرار من أجل تحقيق ثلاثة أغراض أساسية، وهي: التأكيد، الإيقاع والتزيين.

2/ج. التصريع:

   التصريع هو توافق العروضة والضرب في الحرف الأخير، وهو يستعمل أصلا في بداية القصيدة، وقد اعتاد الشعراء القدماء أن يستهلوا بهم قصائدهم، وأولوا العناية الفائقة واستعملوا كل الوسائل لجعله أكثر إثارة وتشويقا على مستوى الدلالة أو الإيقاع، والسبب الذي دفعهم إلى هذا يكمن في كونه أول ما يطرق سامع المتلقي من القصيدة، وإذا لم يوفق فيه الشاعر فإن المتلقي ينفر من الإصغاء ومن متابعة الاستماع. وإذا علمنا أن القصيدة العربية قديما كانت تنشد، أدركنا أهمية التصريع. هذا المطلوب في التصريع نجد جله متوفر في القصائد.

* قصيدة "أنا هنا ديم":

لبست حروفي يقظتي وسباتي    واحتلني عشق بذي الشرفـــــــات

* قصيدة "كلوم في كلم":

يا أمة أجدبت روابيهـــــــــا     واسترخصت همما أعلت مراميها 

2/د. الأوزان:

* البحر الكامل:

    وظف الشاعر البحر الكامل في قصيدتين: "لغة بلا صوت" ـ  "أنا هنا ديم".

القوانين العروضية تسمح لهذا البحر بمساحة واسعة في التصرف، وهو من البحور الرقيقة القوية، وأكثر ارتباطا بما هو عاطفي ووجداني، وترجع قوته إلى طبيعة التأنق في تفعيلته من حيث الكتابة الشكلية، والرقة الموسيقية في تتابع "متفاعلن".

لبست حروفي يقظتي وسباتي    واحتلني عشق بذي الشرفات

فأقمت بين زهورها متأمـــلا     ألوان طيف رائع الرقصــات

إنا هنا ديم تقاطرها الروءى      في سيل شدو رائع النغمــات. 

   آمل من هذه الورقة أن أكون قد قربت المتلقي من بعض الظواهر الفنية التي أثار حضورها انتباهي في القصائد الثلاثة آملا أن أعود إلى الديوان كاملا. وعموما فالنصوص الثلاثة تعكس تجربة شاعر مثقف بثقافة عربية أصيلة تعكس ولا شك امتداد صوت الشاعر العربي الذي أحب القصيدة العمودية بما تتمتع به من غنائية طافحة بالجمالية الممتعة والمؤثرة.

 المصطفى فرحات

 شتنبر 2010.

*********************************************************************************

* مداخلة ألقيت بالمركب الثقافي سيدي بليوط يوم: 25/09/2010. بمناسبة خلوة الشاعر الذي نظمها منتدى العشرة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.