1. يرى بعض الباحثين أن الدين الإسلامي لم يأت بمعجزات تخرق قوانين الطبيعة سواء قبل أو بعد البعثة النبوية. وأضافوا أن القرآن الكريم لم يثبت أية معجزة للرسول (ص). ولسنا هنا بصدد إثبات أو نفي هذه المعجزات، بل هدفنا هو سرد ما تواتر من سرديات بأقلام كتاب الزمن السمخي عن الرسول (ص) الذين أبوا إلا أن يتحدثوا في سردياتهم عن الكثير من المعجزات لأسباب موضوعية أو شخصية تتعلق بالانتفاع من الأثر التي تتركه هذه السرديات على الجمهور.. خصوصا عند الكتاب والنقلة الذين يتمتعون بخيال وخصب، وبمصداقية... وسأشرك القارئ ـ ضمن هذه التأملات حول الكتابة السمخية ـ في المتعة التي رافقتني وأنا أقرأ سرديات الكتاب السمخيين المتميزة بطابع العجائبية:
2. كاتب سمخي اسمه عبد الله بن مسعود قال: "كنا نسمع تسبيح الطعام والرسول يأكل."
3. وهذا كاتب سمخي آخر يسرد حكاية سلمان الفارسي: "كان على سلمَان الفارسي مال، فأعطاه النبي (ص) قطعة من الذهب فاستقلها (وجدها قليلة) وقال: "وأين تقع هذه من الّذي عَلَي يا رسول اللَّه." قال: "خذها، فإن الله سيؤدي بها عنك." فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية.
4. وسرد أَنس بن مالك سردية عجيبة تقول (أن شخصان) عباد بن بشر وأُسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله في ليلة ظلماء حِنْدِس (شديدة السواد) فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت عصا أحدهما كأشد شيء، فلما تفرقا أضاءت عصا كل واحد منهما، حتى وصل إلى أهله.
وتزداد السرديات تشويقا وإمتاعا تنم عن خيال خلاق ومبدع، وحاجات في نفس يعقوب كثيرة.
5. من المعجزات التي أيَّد الله بها نبيه محمداً (ص)، معجزة انشقاق القمر إلى شقين، حتى رأى بعض الصحابة جبل حراء بينهما. وكان وقوع هذه المعجزة قبل الهجرة النبوية عندما طلب منه كفار مكة آية تدل على صدق دعوته، ففي الحديث: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما." وعن مدون سمخي اسمه ابن مسعود قال: "انشق القمر على عهد رسول (ص) فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال الرسول "اشهدوا.". وأضاف قائلا: "لقد رأيت جبل حراء من بين فلقتي القمر." واعتبر البعض هذه السردية وغيرها مجرد أكذوبة وجادلوا في ذلك.
6. وعن كاتب سمخي قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ب "مِنًى، ففُتِحَت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم."
7. وجاء في بعض الكتب السمخية أن الأشجار والأحجار كانت تشهد للرسول (ص) بالنبوة، وتؤمن بالرسالة. وكانت تقول له: "السلام عليك يا رسول الله". وكان يردّ عليها. وعلق كاتب سمخي ايمه "الدّلجي" موضحاً "أن رده عليها السلام كان من باب المكافأة، وليس من باب وجوب رد السلام، وذلك لأنَها ليست مُكلفة."
8. ومن بين السرديات التي تنسب لكاتب سمخي اسمه "جابر": حين كان وأبيه مع رسول الله في وادٍ ذهب رسول الله كي يقضي حاجته، فتبعه جابر بإناءٍ من الماء، فإذا برسول الله لا يجد شيئاً يستتر به، فوجد شجرتان نحوه، فذهب إلى واحدةٍ منها وأمسك منها غصناً وقال: "انقادي معي بإذن الله"، فتبعته وانقادت معه، ثم ذهب إلى الشجرة الأخرى فأمسك منها غصناً وقال لها كما قال للأولى، فانقادت معه وتَبِعته، حتى إذا اقتربتا من بعضهما وكان النبيّ في المنتصف منهما، أمرهما أن يلتئما، فالتأمتا جنباً إلى جنبٍ، فخرج جابر مخافة أن يشعر رسول الله بقربه، وجلس بعيداً، فإذا برسول الله مقبلاً والشجرتان قد افترقتا، وقامت كُلّ واحدةٍ منهما على ساق، فوقف رسول الله وأشار برأسه يميناً وشمالاً، ثم أقبل على جابر، فقال: "يا جابر، هل رأيت مقامي"؟ قال جابر: "نعم يا رسول الله." فأمره النبيّ أن يذهب إلى الشجرتين ويأخذ من كُلّ واحدةٍ منهما غصناً، فيجعل واحداً عن يمينه والآخر عن شماله، ففعل جابر ذلك وأخبر رسول الله، فقال له رسول الله: "إنِّي مَرَرْتُ بقَبرين يعذبان، فأحببت، بشفَاعتي، أَن يرفَه عنهمَا، ما دام الغصنان رطْبين".
9. وروى نفس السارد أنّ الرسول (ص) حين كان يخطب بالناس يوم الجمعة، كان يقوم إلى شجرةٍ أو نخلة، فقالت له امرأةٌ من الأنصار: "ألا نجعل لك منبراً يا رسول الله"؟ فقال رسول الله: "إن شئتم"، فصنعوا له منبراً، فلما جاء يوم الجمعة التالي، صعد رسول الله (ص) على المنبر للخُطبة، وإذ بالنخلة تصيح وتبكي كالصبي، فنزل رسول الله عن المنبر وضمّها إليه، فبدأت تسكُن، وقد كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
10. وقال آخر رواية عن جماعة من الأنصار أنّه كان لهم جملٌ يحملون عليه الماء،
فاستصعب عليهم ولم يرغب بحمل الماء، وقد جفّ النخل والزرع، فشكوا ذلك إلى رسول الله،
فقام هو وأصحابه، ومشى رسول الله نحو الجمل، فخاف الأنصار على رسول الله من الجمل،
إذ أصبح ثائراً، فطمأنهم رسول الله بأنّه لا يقدر عليه، فلمّا رأى الجمل رسول الله أقبل عليه وخرّ ساجداً
خاضعاً بين يديه.
فسبحان الله العظيم.
يتبع