بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المثقف ودوره في الحياة الاجتماعية*




سأحاول في هذه الورقة التي تأتي قي سياق الندوة التي تحمل عنوان: " دور الأديب والمثقف في المجتمع " أن أتناول ثلاثة مفاهيم رئيسة.
أولا: في المفهوم الإصطلاحي للمثقف:
1. لديه القدرة على النقد الاجتماعي والعلمي الصريح، نقد لا يستجدي التشبيه، ولا يستنجد بالاستعارة والكناية..
2. يملك الوعي الاجتماعي الكلي بقضايا مجتمعه. وبالتالي فكل نظرة تجزيئة ستقود حتما للانتقائية مما يعطل حركة التطور المتناغم والمتكامل والمنسجم بين جميع مكونات المجتمع.
3. إنسان ملتزم وصاحب دور ريادي، وعنده تراكم معرفي، وتراكم علمي، وفي ذات الوقت عنده ملكة إبداع أو على الأقل ملكة استقبال.
4. كل من يمارس نشاطا ذهنيا.
5. هو الإنسان الذي ينخرط في أنتاج الوعي: الوعي العاطفي، الوعي الفكري، الوعي الديني.
6. ناقد اجتماعي همه أن يحدد ويحلل،ويعمل من خلال ذلك على تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظام أكثر إنسانية، وأكثر عقلانية.
7.المثقف كما يحلو لسارتر أن يعرفه هو الشخص الذي يقوم بإنتاج عمل فكري لم يكلفه به أحد..
8. إنسان دائم البحث عما هو جميل
9. المثقف في نظر إدوارد سعيــد ، هو ذلك الشخص الموهوب والذي يملك المقدرة الشخصية على تمثيل وتجسيد هموم شعبه وتوصيل رسالته ورؤيته وموقفه وأفكاره وآرائه للناس ومن أجل الناس، مع ما يصاحب هذا الدور من محاذير . هذا الدور لا يقوم به إلا من له إحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعه ، ومن له الشجاعة بانتقاد التقاليد السائدة ، والمعتقدات الخاطئة والراسخة في وجدان المجتمعات والمجموعات والتي ينتمي إليها هذا المثقف، والذي لا يخضع أو يتعاون مع السلطات ، وأن لا يستخدم لتمرير البرامج المشبوهة والتي تؤثر على مجموعته سواء في الداخل أو في الغربة. المثقف هو رمز للمعارضة ولا يقبل المجاراة ، ولديه الجـــــرأة والرغبة في التحدي والرفض للحالـــة الراهـــنة، والتي لا تتــلاءم والمعايير النبيلة لمبادئ الحرية والعدالة ، أيا كان مصدرها وبدون حدود، ويقود حركة المقاومة من أجـــل العناصـــر المهمشة في المجتمعات.
ثانيا: أصناف المثقفين
جرت العادة عند الحديث على المثقف أن يصنفوا حسب توجهاتهم الفكرية، ومواقعهم الأيديولوجية...ومن بين التصنيفات الأكثر رواجا:
1. إضافة ما كتب في الورقة....
ثالثا: دور المثقف
عندما نرى إلى واقع المثقف في العالم العربي والذي يحمل وعيا ثوريا، وليس المثقف الذي يروج لمشروع السلطة، ويعمل على تكريس الوضع القائم الذي يخدم مصلحة فئة محددة، فإننا ننتهي إلى خلاصة مؤداها أن هذا المثقف يعيش غربته، وعزلته كنتيجة حتمية لاختياراته الثورية، وإحساسه بالتهميش والإقصاء، ولأنه لا يملك من وسائل للترويج لرسالته أو مشروعه الفكري في أقصى الحالات غير الكتاب الذي لا تطبع منه غير نسخ قليلة، وتجد من القراء إلا النزر اليسير، فإن أزمته تتعمق وتستفحل، ويشعر بالغبن عندما يرى مثقف السلطة وقد وضعت تحت تصرفاته كل الوسائل والوسائط الإعلامية الجماهيرية للترويج لأطروحات السلطة التي قد يشكل جزء منها، أو بوقا إعلاميا لها. بناء على هذا ترى أما يزال للمثقف الملتزم بقضايا الأمة والجماهير الحالمة بالتغيير دورا ما يلعبه؟

يبدو أن الكثير من الآراء تصب في مقولة أن المثقف العربي الملتزم يعيش أزمة، وبالتالي تراجعت أدواره في ظل عولمة وحشية تسخر فيها القوى الكبرى كل الوسائل لفرض هيمنة سياسية واقتصادية، وثقافية. لكن شخصيا أرى أن المثقف الملتزم قادر على أن يفعل في محيطه الاجتماعي والسياسي والثقافي والديني. وسأحاول أن أجمل هذه الأدوار في النقط التالية:
1. على المثقف أن يؤمن برسالته إيمانا صادقا ولا يتوقف عند حدود الإيمان بل عليه أن يعمل جاهدا ومهما كانت التحديات والمثبطات على نشر هذه الرسالة، وبكل الوسائط الممكنة.
2. أن ينخرط قي القضايا الكبرى لأمته، وأن يكون فاعلا، وليس مجرد شاهد يقف على هامش يراقب جرائم ترتكب أمام عينيه ولا يحرك أنملا.
3. أن يعي متطلبات مرحلته التاريخية وعيا تاما، وأن يساهم في بلورة الرؤى والتصورات التي تساهم في جعل هذه المتطلبات قابلة للتحقق على أرض الواقع.
4. على المثقف أن يدرك أنه يمتلك وعيا خلاقا، هذا الوعي المبدع قادر على ابتكار رؤى جديدة تتجاوز المعطى وتقدم حلولا مبتكرة لمشاكل المجتمع. ولا غرو أن يوضع المثقف المبدع في مصاف الأنبياء..
5. المثقف يملك من المشروعية أكثر من السياسي، وهذا يجعل فعله السياسي أكثر نبلا ومصداقية، وبناء عليه فانخراطه في العمل السياسي أمر يجعل منه مثقفا ملتزما ومناضلا، وبإمكانه أن يعيد للفعل السياسي جانبا من نبله.
6.الانخراط في مشروع الحداثة والديمقراطية. وهذا يتطلب منه التخلص من مكبلات الماضي فكريا وأيديولوجيا باعتبارها معوقات تكبل فهمنا للحاضر وتعوق رؤيتنا للمستقبل المفتوح على احتمالات لا متناهية، واختيارات متنوعة.
7. أن يكون حاملا لمشروع مجتمعي بديل متكامل العناصر والمقومات يحكمه تصور واقعي لما ينبغي أن يكون. وأن تكون له قابلية التطبيق والانجاز.
8. أن يكون له تأثير على صناع القرار بانخراطه في منظمات المجتمع المدني سواء أكانت محلية أو جهوية، وطنية قومية أو كونية باعتبارها فضاءات تمكنه من تبليغ صوته، وحماية هذا الصوت. والبحث عن الوسائط التي أتاحتها التطور العلمي والتقني في مجال الإعلام والتواصل. لتبليغ رسالته.
9. القدرة والقابلية والمرونة في التواصل مع مجتمعه وقضاياه العامة، والإحساس المسؤولية والتفاعل مع الجماهير.
10. الإيمان بإمكانيات مجتمعه، والعمل على الدفع به لتجاوز كل العوائق التي تكرس التخاذل والانهزامية، وجلد الذات.
11. إن القيم والمفاهيم والمعلومات والعقائد والفلسفات والأخلاق وكل مكونات الثقافة ومقوماتها تبنى صوراً تجريدية ذهنية ما لم تظهر وتتجسد على أرض الواقع.
12. أن يكون على استعداد للجهر بآرائه وتحمل المخاطر.
13. الانحياز إلى الشأن العام، والتشكيك في نوايا السلطات السياسية ومؤسسات الدولة هذا الاختيار يضعه مباشرة في مواجهة أجهزة السلطة، ومن المفروض أن لا يتراجع أو يستسلم أو يخضع للمساومة.مما يضعه مباشرة أمام في صراع معها.
14. أن يمارس رسالته السامية في تنوير الأمة في جميع الأمور التي تتعلق بشؤون حياتها اليومية، وانشغالاتها الفكرية والعاطفية والاجتماعية بعيدا عن أية مزايدة سياسية أو أيديولوجية، وتوجيه الرأي العام نحو الخيارات الصحيحة ولو كانت صعبة ما دام الهدف في آخر المطاف هو الصالح العام.
أمر أن تكون هذه الورقة قد أثارت بعض الإشكاليات التي ستشكل أرضية لما سيأتي فيما بعد من نقاش.
ابزو: دجنبر 2001
……………………………………………………………………………………………
* ورقت ألقيت في ببلدية سيدي مومن يوم السبت 25 دجنبر 2010 بمناسبة لقاء سيدي مومن الأدبي الرابع تحت شعار "الأدب رسالة وسلوك".

رقة


تتلألأ في بياضها الحليبي معلنة لنا أنها ها هنا بعيدة عن كل العيون الفضولية، تنعم بجمالها وتهديه لمن يؤنس وحشتها..

ابزو في برنامج توبقال على قناة 2m

قراءة شعرية بمدينة أزيلال

للنهر ورده

هناك من الناس ما يشبه الورد قرب النهر، لا يحتاج لمن يسقيه لكي يزهر باللون الأحمر الفاتح، وسطه أبيض فاتن.

مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...