بحث هذه المدونة الإلكترونية

tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)

آخر الأخبار

آخر الأخبار

الخميس، 8 فبراير 2024

تأملات وخواطر عن الكتابة أولا: "الكتابة السمخية" 13. "الكتابة السمخية" ومحنة الفكر الحر. الجزء الأول: إعدام السلطة للمفكرين والعلماء.

تعرف السلطة عادة  بأنها قدرة شخص معين أو منظمة على فرض أنماط سلوكية لدى شخص ما. تعتبر السلطة أحد أسس المجتمع البشري وهي مناقضة لمبدأ التعاون. إن تبني أنماط العمل نتيجة فرض السلطة يُسمى الانصياع. وتطبق السلطة استنادا إلى قوة اجتماعية معينة. وتتحدد القوة من خلال الاستخدام المحتمل للعقوبة: عملية تمس بالشخص الذي لا ينصاع إلى السلطة أو يهددها، بغية ضمان وجود قوة اجتماعية. وتتجلى السلطة في هذا المقال، والمقالات القادمة بجميع انماطها من سلطة الحاكم او المجتمع او الفرد او الايدلوجيا أو العادات والتقاليد...

الفكر الحر هو فكر مستقل يسعى إلى تقديم أجوبة عن أسئلة تهم المفكر نفسه او الإنسانية جمعاء عن طريق التأمل العميق، والتحليل، والاستدلال العقلي والمنطقي، والاستنتاج، والاستنباط بعيدا عن التأويلات والتفسيرات الأسطورية والخرافية.. والأسئلة أو التساؤلات التي يبحث فيها قد تكون فلسفية وجودية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو عقائدية... والمفكر الحر هو المفكر المنتج لأفكار جديدة ومبتكرة وأصيلة غير مسبوقة. ويسمى عند السنة والجماعة: بدعة.

ولأن الأفكار الجديدة تكون دائما ثورية، ومخالفة لما ألفه الناس وتعودوا عليه، وتشكل في الغالب الأعم خطرا على النظام الذي لا يزهر إلا في ظل الاستقرار، والسكون والهدوء، فإن الفكر الحر المجدد يحارب بكل شراسة من قبل النظام وأنصاره لبيان تهافته، مما يستدعي التخلص منه بكل الوسائل الممكنة، حتى وإن تطلب الأمر إعدام حامل هذا الفكر.

في زمن "الكتابة السمخية" كان الصراع بين نمطين من الكتابات: الكتابة التي تروم المهادنة والمحاباة، وتعتمد التقليد واتكرار والاجترار، وغالبا ما تدعم من قبل السلطة، والكتابة المشاكسة والمتنورة، والمبدعة، وترى فيها السلطة خطرا محدقا.  والتهمة الموجهة لهذا النمط من الكتابة جاهزة: الزندقة. ويختلف العقاب باختلاف درجات الجرم المعرفي،

الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل الجدل هي التي يقرها من يملكون سلطة القرار وإن كانت هذه الحقيقة مزيفة، أما المفكر الحر فحقائقه المبرهن عليه تزرع بذور الشك داخل المجتمع، وتؤدي إلى الفوضى والضياع... في ظل هذا الوضع يُزهر الجهل، ويينع التخلف، وينتشر الحقد على الفكر الحر.

عندما نلقي نظرة على لائحة المفكرين الأحرار الذي سُلط عليهم سيف الظلم فسنلاحظ أنها طويلة، والعقوبات قاسية ومؤلمة، وبإرادة لا تلين، تحملوها بشجاعة وبطولة لأنهم آمنوا بأنفسهم، وبالحقائق التي توصلوا إليها. ونحن هنا لا ندافع عن أفكارهم، أو نتبناها، ولكن نعتقد أن العقوبات كان مبالغ فيها، وتنم عن كراهية وحقد مفرطين. وم لائحة طويلة اخترنا بعض النماذج:

1. الحلاج: الحسين بن منصور. (شاعر العشق الإلهي) له منهج خاص في التصوف يرى فيه أن التصوف جهادٌ في سبيل إحقاق الحق. اتهم بالكفر وادعاء الألوهية، أثار غضب الخلفاء والفقهاء الذين جادلوه ليثبتوا زندقته، وصادق الخليفة على إعدامه. وفي هذا اليوم المشهود، أخرج الحلاج من السجن الذي قضى فيه تسع سنوات، وجلد بقسوة شديدة، وصُلب يوما كاملا إلى أن فارق الحياة، وفي اليوم الثاني، فصل رأسه عن جسده. لم يدفن جثمانه حتى لا يتحول قبره إلى مزار لأتباعه، أحرق ونثر الرماد في نهر دجلة. وقيل أن الرأس نجا من الحرق، واحتفظ به أتباعه.

2. الرازي: أبو بَكر مُحَمَّد بن يَحْيَى بن زَكَرِيّا. أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، ألف كتاب "الحاوي في الطب" الذي ضم جميع المعارف الطبية منذ أيام الإغريق إلى زمنه. وهذا الكتاب ظل مرجعا أساسيا في الطب بأوروبا بعد 400 عام من تأليفه، برع الرازي في الرياضيات والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب. اتهام ا بالإلحاد والزندقة، واعتبروه مجوسيا، وضالا ومضللا، ومن كبار الزّنادقة الملاحدة. قبض عليه، وظل جلادوه يضربونه بكتبه على رأسه إلى أن فقد بصره. ألح عليه تلاميذه لعلاجه لكنه رفض. وردّ عليهم: " لقد نظرت إلى الدنيا حتى مللت".

3. ابن المقفع: أبو مُحمّد عبد الله. اتهم بالكفر والزندقة، وألقي عليه القبض، وقطع جسده قطعا وشويت أمامه ليأكل منها، وفصل رأسه عن جسده، وألقي بباقي جسده في النار. قال أحدهم عن كتبه: "ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع".

4. الجعد بن درهم: مبتدع ضال. قال بخلق القرآن. هو أول من نفى الصفات عنه. اتهموه بالزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلِّم موسى تكليماً. مات مذبوحا. ذبحه حاكم البصرة في يوم عيد الأضحى. وجاء في خبر مقتله: "ومِن على منبر رسول الله وقف حاكم البصرة، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: أيها الناس انصرفوا إلى منازلكم وضحوا - بارك الله لكم في ضحاياكم - فإني مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم.. ثم حمل "سيفه" وذبحه أمام المصلين وهم ينظرون". ، وداروا برأسه في الأزقة. وعلقوه.

 5. لسان الدين بن الخطيب: خنقوه. وحرقوا جثته, على أن أكبر المناوئين لابن الخطيب كان فقيه الجماعة الذي أفتى بإقامة الحد على ابن الخطيب لأن بعض كتبه تتضمن الزندقة والإلحاد، بل وأفتى بإحراق كتُبه.  وصدر القرار بسجن ابن الخطيب ثم قتله خنقا ثم حرقا ثم دفنوه على هذه الشاكلة في مقبرته التي لا تزال في فاس حتى يومنا هذا،

6. السهروردي: شهاب الدين. اتهم في دينه، وأقاموا له مكيدة فدعوا إلى مناظرة علنية في أحد جوامع حلب وسأله أحد الفقهاء: "هل يقدر الله أن يخلق نبيا آخر بعد محمد؟". فأجاب السهروردي: "الله لا حدّ لقدرته". وبسبب علمه وحجته البالغة التي غلبت كل فقهاء عصره قام هؤلاء فكتبوا محاضر بكفره وبعثوها إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي وخوفوه أن يفسد اعتقاد ولده فكتب إلى ولده يأمره بقتله حتما، وحينما قبض على السهروردي وأعلم بقرار قتله اختار لنفسه الموت جوعا في البريّة وقال البعض إنه مات في قلعة حلب وهو ما يزال شاباً ابن ست وثلاثين سنة.

قتل هؤلاء ربما على الشبهة. ولكن يبدو أن موتهم هي ولادة جديدة لهم...

..............................................................................................

إضاءة النص

* البدعة: هي الفعلة المخالفة للسنة والجماعة.. سميت "بدعة" لأن قائلها ابتدعها من غير مقال إمام، وهي أيضا الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون، ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي.

* الزندقة: فالزندقة: لفظ أعجمي معرب أخذ من كلام الفرس بعد ظهور الإسلام وعّرب، وكانت تطلق على من يؤمن بكتاب المجوس، ثم توسعوا في استعمالها على كل إنسان يشكك في الدين أو يجحد شيئاً مما ورد فيه.

* الكفر: فهو نقيض الإيمان، ويكون بالقول: كسب الله. وبالفعل كالذبح لغير الله. والاعتقاد: كمن يعتقد أن بوسعه الخروج على الشريعة الإسلامية.

* التصوف: من "الصوفية" وهي فرقة مجانبة لمنهج أهل السنة والجماعة، أخذت أسمها العام من الصوف، أي لبس الصوف، ذلك أنهم يعتقدون أن لبس الصوف مما يقرب إلى الله تعالى. واعتبر التصوف بدعة منكرة.

* خلق القرآن: القول بأن القرآن مخلوقٌ معناهُ أنَّه كسائر المخلوقات، التي خلقها الله تعالى، وأوجدها من العدم ومن ثمّ تهلك وتفنى وكأنها لم تكن. وهذا القول فيه من المفاسد العظيمة الشيء الكثير، وفيه انتقاصٌ من مكانةِ القرآن العظيم في نفوس المسلمين.

يتبع

تأملات وخواطر عن الكتابة

أولا: الكتابة السّمخية

13. "الكتابة السّمخية" ومحنة الفكر الحر.

الجزء الثاني: إعدام السلطة للكتب.

مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...