tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت

آخر الأخبار

آخر الأخبار
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)

الخميس، 14 مارس 2024

الثقافة السّمخية والكائن السمخي تأملات وخواطر عن الكتابة أولا: "الكتابة السمخية" 14. شاعرات زمن الكتابة السمخية

 كلما قرأت سيرة هؤلاء الشاعرات المبدعات ازداد حبي وتقديري واحترامي لهن ولإبداعاتهن.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ارتأيت أن أكرم نساء انتمين لعصور مختلفة إبان زمن "الكتابة السّمخية" اعترافا بإسهاماتهن في مجال الأدب والفن سواء في المشرق أو المغرب.

أولا: شاعرات المشرق

1. هند بنت عتبة: الشاعرة "القُرشية العبشمية الكنانية"، صحابيّةٌ اشتُهرت بشدةِ بأسِها وشجاعتها، حتى أطلِق عليها لقب "آكلةُ الأكباد" لأنها أكلت كبد "حمزة بن عبد المطلب" عندما استشهد. أسلمت بعد الفتح، وشهدت موقعة اليرموك، كما حرّضت على قتال "الروم". كانت من سيدات العرب. شاعرة فصيحة اتخذت من الشعر وسيلة للتعبير عن أفكارها ووجدانها ومواقفها. وتجلت فصاحتها وشجاعتها في محاورتها للنبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامها.

2. زرقاء اليمامة: من قبيلة "بني جديس" من أهل "اليمامة".  قيل بأن اسمها "عنز" من بنات لقمان ابن عاد، اشتهرت ب "زرقاء اليمامة" دلالةً على زرقةٍ في عينيها، ولكنّ الصفة الأشهر التي ميّزتها عن غيرها، هي حدّة الرؤية والبصر الذي جعلها ترى أبعد مما يراهُ قومها.  يُلاحَظُ في شعرها سهولة اللغة ووضوح المعنى.  وقيل في جمالها: "كأنها القمر ليلة البدر". وقيل كذلك: "إنها أول امرأة اكتحلت بالإثمد." تمتعت شاعرتنا بحدة الفطنة والحكمة. قال النويري في مقتلها: "دخل حسان (فارس من فرسان العرب في الجاهلية) اليمامة فاستباحها قتلاً وسبياً، ثم إنه أمر باليمامة فنزعت عينيها، فإذا في داخلها عروق سود فسألها عن ذلك فقالت: "حجر أسود كنت اكتحل به يقال له الإثمد فثبت لي بصري." فأمر بها فصلبت على "باب جو". وقيل "سكي جو" ب"اليمامة."

3. الخنساء تماضر: بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُّلمية. صحابية جليلة، وشاعرة مخضرمة. جاءت الخنساء ضمن وفد قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة من الهجرة، فأسلمت وحسن إسلامها. اشتهرت برثاء أخويها معاوية وصخر اللذان قتلا في الجاهلية. 
قال لها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "ألم يطل بكاؤك على أخويك؟": فردت عليه: "بكيتهما في الجاهلية حبا لهما وحسرة على فراقهما، وبعد ما أسلمت شفقة عليهما من النار لأنهما ماتا في جاهلية".   شارك أبناوها الأربعة في معركة القادشية واستشهدوا جميعا. عندكا بلغها الخبر قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".  يقول ابن قتيبة: "مما لا شك فيه أن من تبع الخنساء من شعراء الرثاء وشواعره اغترفوا جميعا من بحرها الفياض بفيض العاطفة البشرية". وقال  المبرد "كانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما متقدمتين لأكثر الفحول". كان الرسول "ص" من المُعجبين بشعّرها وينشدها بقوله لها : "هيه يا خناس ويومئ بيده "وقال فيها " أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو توفيت الخنساء ببادية نجد سنة 24 للهجرة.
وإن صخرا لتأتم الهداة به **** كأنه علَم في رأسه نار. (العلم: الجبل)

4. صفية الباهلية: ومن الشاعرات اللواتي عُرفن في الجاهلية بفصاحتهن وترنّمن بالشعر والتغني به.  تميز شعرها باللين والرقة لما يحمله من معانٍ شفافة ورقيقة يتخللها حزن وشجى. 

5. عاتكة بنت عبد المطلب: الهاشمية "القرشية" هي عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأختُ أبي طالب والعباس، ولم يجزم الدارسون بإسلامها. يترواح شعرها بين القوة والشدة والوعورة وبين اللين والسهولة خصوصا في غرض الرثاء.

6. صفية بنت عبد المطلب: الهاشمية عمّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أختُ عاتكة، وهي العمة الوحيدةُ التي دخلت في الإسلام حسب أغلب المصادر، إذ أسلمت في أوائل أيام الدعوة، وهي والدة الزبير بن العوام فارس النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. ناصرت الإسلام، ودافعت عن الدعوة. يتميز شعرها بالقوة والجزالة مع الرقة والشفافية خصوصا في الرثاء. إضافة إلى الشعر  كانت من رواة الحديث النبوي.  ورَثَت النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كما رثت والدها من قبل.

 7. برة بنت عبد المطلب: الهاشمية القرشية، عمةٌ  النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تنل شُهرةَ صفيَّة وعاتكة، وهي من شاعرات العرب وأديباتهم، يمثل الرثاء أهم غرض نظمت فيه الشعر.  

8. أميمة بنت عبد المطلب: الهاشمية القرشية. عمةٌ  النبي صلى الله عليه وسلم، وهي والدةُ أم المؤمنين "زينب بنت جحش" ولا تقل  فصاحة وبيانا  عن أخواتها. يتميز شعرها بالرقة  السهولة والليونة، ومعانيها بالبساطة والوضوح.

9. أروى بنت عبد المطلب:  أختٌ لصفيّة وعاتكة وبرة. عمة النبي صلى الله عليه وسلم.   اختُلف في إسلامها، البعض أقر به، والبعض الآخر ـ وهم الغالبية ـ أنكره.  أما ابنها "طُليب" فقد ثبت إسلامه، وقد رُوي أنها كانت تنافح عن الدعوة الإسلامية بأشعارها، وأفعالها. شاعرة  رثاء بامتياز..

10. أم الفضل بنت الحارث: "الهلالية": صحابية.  هي والدة عبد الله بن العباس وهو ابن عم رسول الله صلى الله علي سلم، زوجة هشام بن المغيرة الذي توفيَ قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، شاعرة عمرت طويلا إلى حدود السنة العاشرة للهجرة. خلفت أشعارا كثيرة في رثاء زوجها. 

11. البسوس بنت منقذ التّميميّة: وهي بنت مُنْقِذ بن سلمان بن كعب بن عمرو. شاعرة جاهلية كانت السبب في إشعال فتيل الحرب بين "بكر بن وائل" و "تغلب" أربعين عاماً حتى سُميت الحرب ب حرب البسوس، وصار يُضرب المثل الشؤم بالبسوس فيقال : "أشأم من البسوس"  من الشاعرات اللواتي اشتهرن  بازرقاق العيون عند العرب. والزرقة تدل عندهم على الجمال والحسن  وملاحة الوجه. قال الجاحظ في "باب زرق العيون عند العرب" : "وكانت البسوس زرقاء."

12. حبيبة بنتُ عبد العُزَّى: تلقب ب"العوراء"  شاعرة جاهلية. تنتسب في "بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض" . وهي كريمة جداً، وابنة منزل كريم معطاء. وعرفت عنها هذه الصفات التي ورثتها عن أبيها وجدها. يتميز شعرها بمسحة من التهكم والسخرية . 
13. حليمة الحضرية العبسيَّة: شاعرة جاهلية. من قبيلة "عبس" ـ قبيلة عنترة بن شداد ـ تميزت بشعرالغزل، والحنين لديار الأحبة.   قيل أنها كانت تتغزل في ابن عم لها، فعلم قومها، فحجبوها. وقيل أنها من النساء الموصوفات بالعقل والحكمة. نظمت أشعارا ترثي  فيها زوجها. كما نظمت أشعارا في حرب "داحس" و"الغبراء". 

14. ليلى بنت لُكَيْز: "العفيفة". من شاعرات "نجد" و"الحجاز". كانت تامة الحسن، كثيرة الأدب. خطبها كثيرون من شرفاء العرب منهم عمرو بن ذي صهبان من أبناء ملوك اليمن. وكانت ليلى تكره أن تخرج من قومها وتود لو أن أباها زوجها بالبرَّاق ابن عمها . إلا أنها لم تعص أمر أبيها، وصانت نفسها عن البرّاق تعففاً، فلقّبت ب"العفيفة". ومما ورد على لسان الرواة في شأن قصتها مع ابن عمها: "في خضم الحرب السجال  بين "بني ربيعة" وقبائل "طيئ" و"قضاعة" أبلى  البرّاق فيها  بلاءً حسناً.  خمدت الحرب، وحان وقت زفاف ليلى،  سمع بابن لكسرى  (ملك الفرس) بالخبر فأرادها لنفسه، فكمن لقومها في الطريق، ووأغار عليهم، سباها ونقلها إلى "فارس". بقيت هناك أسيرة لا ترضى بزواجه إلى أن انتزعها البرّاق من يد غاصبيها، واستحق أن يتزوج بها..."

15. ليلي الأخيلية: بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب. من "بني عقيل من عامر بن صعصعة." اشتهرت هي الأخرى في قول الشعر والإجادة فيه، باعتراف من جهابذة الشعر، كما  أبدعت في عدّة أغراض كالفخر والغزل والمدح والهجاء، وهذا ما استعملته في الدفاع عن نفسها وعن قبيلتها، مدحت الـكثيــر من الولاة، وأصحاب الشأن. نالت بهذا الشعر الـكثير من الهدايا والعطايا من قصور الأمراء، وتغزلت في  توبة زوجها الذي قتل. عُرف عن ليلى الأخيلية الذكاء وسرعة البديهة والفصاحة والجرأة، ولعل الموقف الذي أبرز هذه الصفات هو حوارها مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حين وجه إليها سؤالًا، قائلًا فيه: "ما رأى توبة فيكِ حتى عشقكِ؟" فقالت: "رأى ما رآه الناس فيك حتى جعلوك خليفة."  من قصص الحب التي اشتهرت وعرفت في العصر الأموي قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير، فعرف بأن توبة كان يهواها ويقول فيها الأشعار، لكن حينما جاء لخطبتها رفض والدها، وسارع بتزويجها لشخص آخر وهو أبو الأذلغ، فجعل يزورها ويلتقي بها حتى بعد زواجها من الأذلغ، وحسب ما ورد عن داود الأنطاكي عن بداية علاقتهما ولقاؤهما "بأن قوم توبة نزلوا مع قوم ليلى يومًا فغزوا وعندما رجعوا، خرجت النساء للقاء القادمين، فرأى ليلى وافتتن بها، كما بادلته  المشاعر ذاتها.". قالوا عن شعرها:  الأصمعي يقدم  ليلى الأخيلية على الخنساءقال أبو زيد سعيد الأنصاري: "ليلى أغزر بحرًا، وأكثر تصرفًا، وأقوى لفظًا، والخنساء أذهب في عمود الرثاء".توفيت حسب ما جاء في فوات الوفيات في عام 747هـ. 
وأقسمـت أرثــى بـعـدَ تـوبـةَ هالـكـا **** وأحـفِـلُ مــن دارت علـيـه الـدوائــــر
لعَمرك ما بالموت عـارٌ علـى الفتـى **** إذا لـم تصـبـه فــي الحـيـاة المعـابـرُ
ومــا أحــدٌ حـيـا وإن كـــان سـالـمـا **** بـأخـلــد مــمــن غـيّـبـتـه الـمـقـابـــرُ

16. سماء بنت أبي بكر الصديق: كانت شاعرة وناثرة في هذا العصر ذات منطق وبيان. قال الحجاج لأسماء بعد قتل عبدالله بن الزبير: "كيف رأيتني صنعْتُ بابنك؟" فقالت: "أفسدْت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك."

17. هند بنت النعمان بن بشير: الأنصارية كانت شاعرة وفصيحة وأديبة بارزة ذات حسن وجمال، فأراد الحجاج أن يتزوجها، فخطبها وشرط لها عليه بعد الصداق مائتي ألف درهم. طلقها عندما دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول:
وما هند إلا مهرة عربية **** سليلة أفراس تخللها بغـــــــل
فإن ولدت فحلا فلله درها *** وإن ولدت بغلا فجاء به البغل.

18. سكينة بنت الحسين: شاعرة وناقدة. لا يخلو كتاب في النقد الأدبي العربي القديم من ذكرها ولو إشارة صغيرة عليها، وقد عُرفت في الحكم على الشعر أكثر من قوله، خاصة مع شعراء النقائض الذين كانوا كثيري التردّد على بيتها، لما وجدوه من صواب حُكمها ولسخائها مع من كان فاق شعره شعر أقرانه.

19. زبيدة بنت جعفر بن المنصور: زوجة الرشيد، وتميزت أقوالها بقوة البيان وصفاء العبارة، بجانب الحفاظ على الحكمة والوقار، فلم ينحرف سلوكها عن نهجها الذي درجت عليه.

20. علية بنت المهدي: أخت هارون الرشيد، التي أعلنت الحب لأحد خدمها، وبذلك أغضبت الرشيد، فمنعه عنها. تقول: - وهو أجمل ما قيل في الغزل- :
إذا لْم يَكُ ن فِي الُــحب َسخْط ولا رِضَى***** َأيَن حَلاَوات الَّرَّسائِل والـكُتُب
 21. خديجة بنت المأمون: قلدت عمتها علية في التشبيب والتلحين.

22. رابعة العدوية:  صوفية زاهدة شاعرة، زهدت في الدنيا بكل ما فيها، وانعزلت عن الناس في خلوتها، وكانت كثيرة الذكر، والقيام وقراءة القرآن، حتى أنه عند سماعها لآية من آيات النار أو العذاب يُغشى عليها، وقد كانت متعلقة بالله أيّما تعلق وأحبي الله طمعاً في جنته و خوفاً علق، و أحبت الل من عذابه، ولها الـكثير من الشعر في حب الله والتقرب إليه.

23. أمة العزيز : الشريفة الفاضلة. أمة العزيز بن موسى بن عبد الله بن أبي الحسن أبي جعفر الزكي بن الهادي بن محمد بن علي الرضي، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

24. بدر التمام :  بنت الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس. يعرف والدها ب"البارع"، ذكرها الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخ بغداد وقال: كانت شاعرة رقيقة الشعر محسنة.

25. بوران بنت الحسن بن سهل: وزير المأمون ذكر الصولي أن اسمها خديجة وتعرف ببوران. تزوجها المأمون. روى ابن النجار: "لما تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهيل، أراد أن يفتضها، فلما كاد حاضت، فقالت: " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " ففهم المأمون قولها، فوثب عنها!

26. الهمذانية: قال ابن الطراح "شاعرة ماجنة ظريفة." ثم روى عن بعض الشيوخ قال: "كانت ثواب بنت عبد الله من أشعر النساء وأظرفهن وكانت من ساكني همدان."

ثانيا: شاعرات الأندلس

أندلس مزطن الحضارة والثقافة والتفتح. اشتهرت بالفنون والجمال والأدب. بلغ عدد الشاعرات بها حوالي خمسا وعشرين شاعرة كلهن مبدعات مشهورات.

1.  ولادة بنت المستكفي: قال أحد الكتاب السّمخيين عنها: "كانت واحدة زمانها، المشار إليها في أوانها، حسنة المحاضرة، مشكورة المذاكرة."   تميزت أشعارها بالجرأة، والتعبير عما يعتمل في وجانها وفكرها بدون خجل، وبهذا تكون من النساء الأواءل اللواتي تمتعن بحرية القول والفعل..يقول عنها ابن بسام الشنتريني في كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة": " إنها كانت حسن منظر ومَخْبر، وحلاوة مَوْرد ومَصدر، وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار المِصْر، وفناؤُها ملعبا لِجيادِ النَّظْم والنَّثْر يعشو أهلُ الأدب إلى ضوء غرّتها ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، وعلى سهولة حجابها وكثرة مُنْتَابها تَخْلِطُ ذلك بعلوِّ نصابها… وسموِّ أحْسَاب وطهارة أثواب."

2. نزهون القلاعية: "الغرناطية". هي نزهون بنت محمد بن أحمد بن خلف القليعي الغساني. كانت تحاور، وتساجل، وتجادلهم الشعراء وغير الشعراء. تميز شعرها بالقوة والجزالة،لا تتردد في استخدام الألفاظ السوقية الفاحشة. عرفت بالهجاء، المخل بالحياء أحيانا  اصطدمت بشاعر يدعى أبو بكر المخزومي،  في إحدى الندوات الأدبية، وتهجمت عليه وسخرت منه، فسمعته يهجوها ببيتين، فتردّت عليه بهجاء شديد الإقذاع:
إِن كنتُ في الخلقِ أُنثـى ***** فإنّ شِعري مذكّـــــــــر
وصفها ابن الخطيب ب" أنها أديبة شاعرة، سريعة الجواب، صاحبة فكاهة ودعابة"  وقال عنها ابن سعيد المغربي هي: "شاعرة كثيرة النوادر".

3. مهجة بنت الَّتَّيّاني: القرطبية، كان أبوها يبيع التين وكانت من أجمل  نساء زمانها. قالت أشعارا في الشاعرة  ولادة بنت المستكفي.

4. بنت أبي يعقوب: "القبضولي الشلبي". أديبة وشاعرة.  يتميز شعرها بالجزالة لفظا، والعفاف معنى. قيل عنها أنها "تحتشم لدينها وفضلها". من شواعر القرن الثامن. ولدت في شلب (سيلفس الحديثة، البرتغال) واستقرت في إشبيلية، حيث أصبحت معلمة للنبلاء. تلقب ب "صافو/سافو" العرب. وهناك بعض الأمثلة المحفوظة من أعمالها في مكتبة "الإسكوريال"

5. حفصة بنت الحاج الركونية: "الغرناطية". من القرن السادس عشر الهجري.  يقول عنها المؤرخ الأندلسي لسان الدين بن الخطيب: هي "أديبة أوانها، وشاعرة زمانها، فريدة الزمان في الحسن والظرف، والأدب واللوذعية"، كانت تقوم تعليم النساء في دار المنصور أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي. ولهذه الشاعرة قصة حب مميزة. تقول الرواية: "إذ تعرفت على شاب من أسرة عريقة تقيم في قلعة بني يحصُب بالقرب من غرناطة، يدعى أحمد بن عبدالملك بن سعيد ويكنّى "أبو جعفر"فانضم للثوار ضد الوالي مما أدى  لمقتله، فبكته حفصة بكاءً شديداً ولبست عليه السواد لسنوات، وحينما وصلها التهديد بضرورة نزع ملابس الحداد عنها. وبسبب هذه المضايقات أولاً ولعدم قدرتها على العيش في "غرناطة" بعد مقتل حبيبها ثانياً، هجرت مدينتها وانتقلت إلى "مراكش"، والتقت بسلطان الدولة الموحدية أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي مستجيرة بين يديه من ابنه سلطان الأندلس أبي سعيد."

6.  أم الكرام بنت المعتصم:   بنت المعتصم بن صمادح ملك بلدة "المَرية". قال عنها ابن سعيد في "كتابه المغرب...": "كانت تنظم الشعر، وعشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف ب"السمار"، وعملت فيه الموشحات. وتحدثت عن حبها بنوع من الجرأة. عرفت بشاعرة الحب. معظم أشعارها في الغزل.

7. أم السعد القرطبية: أم السعد بنت عصام بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى الحميري من أهل قرطبة. وتعرف ب"سعدونة." قال البدر النابلسي في التذييل: "لها رواية عن أبيها وجدها وغيرهما من أهل بيتها."

8. حفصة بنت الركوني: من أهل غرناطة. قال ابن سعيد في كتاب الغراميات: " كانت أديبة شاعرة جميلة مشهورة بالحسب والمال. وقال ابن دحية في كتاب المطرب من أشعار أهل المغرب حفصة بنت الحاج من أشراف غرناطة. رخيمة الشعر، رقيقة النظم والنثر.  من أهل المائة السادسة، تولع بها ملك غرناطة، وتغير بسببها على أبي جعفر بن سعيد حتى أدى تغيره عليه أن قتله." قال أبو جعفر بن سعيد: "أقسم ما رأيت وسمعت مثل حفصة."

9. عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم:  القرطبية. قال أبو حيان في المقتبس "لم يكن في زماننا في حرائر الأندلس من يعدلها علماً وأدباً وشعراً وفصاحة، تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجة!! وكانت حسنة الخط، تكتب المصاحف، ماتت عذراء - لم تنكح - ."

10. الشاعرة أمة الرحمن بنت أبي محمد عبد الحق بن عطية: غرناطية. وتلقب بـ"أم الهناء"، وب "أم أبي جعفر". من أبرز معلميها والدها عبد الحق بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية أحد رجالات "الأندلس" الجامعين إلى الفقه والحديث والتفسير والأدب. بيته عريق في العلم.  كانت الشاعرة  نموذجا للنساء العفيفات المتفقهات في الدين، لها دراية بالعلوم الفقهية والحديثية والتفسير.. وسائر ألوان المعارف والعلوم. وتمتعت بنصيب وافر من الشهرة والعلم وتميز شعرها بالعذوبة والعفة والجمال.

هذا غيض من فيض. فكتب تاريخ الأدب تفيض بأسماء الشواعر اللواتي حققن ذواتهن، وفرضن شخصيتهن ورؤيتهن للذات والعالم والقيم والحياة في مجتمع تهيمن فيه السلطة الذكورية... وبهذا الإنجاز حققن ثورة في مجال حرية المرأة وحقها في الاستقلال. فأظهرن جرأة في التعبير عن مشاعرهن اتجاه الرجل في مجتمع متدين ومحافظ، فشكل الغزل موضوعا مركزيا في أشعارهن، وقدمن صورة مشرقة للمرأة المناضلة والحرة.

.......................................................................................

يتبع...

15. شعراء الكدية (التسول والاستجداء) ومواجهة السلطة

الجزء الأول: التمرد الأبيض




حالة الطقس في مراكش

الثقافة السّمخية والكائن السمخي تأملات وخواطر عن الكتابة الكائن السمخي أولا: "الكتابة السمخية" 14. الكتابة السمخية والنكاح. الجزء الثالث: النكاح في الثقافة الإسلامية

1. أشهر مؤلفات الفقهاء في النكاح فطن رجال الدين لأهمية الحياة الجنسية عند الإنسان المسلم، فكتبوا العديد من الكتب تتعلق بالجنس تنقل لنا خبرات...