بحث هذه المدونة الإلكترونية

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

هكذا تكلم زرادشت (الكهنة)



أشر زرادشت إلى مريده يوما وقال لهم: "أرأيتم أولئك الكهنة، إنهم أعدائي، ولكن امضوا إلى حال سبيلكم وسيوفكم مغمدة.
إن من بينهم أبطالا، والكثير منهم قد تعذبوا كثيرا، ولذلك يريدون أن يعذبوا الآخرين.
إنهم أعداء دهاة، ولا شيء يفوق تواضعهم رغبة في الانتقام، وكل من يهاجمهم ينجس نفسه بسهولة.
يحزنني هؤلاء الكهنة، كما أنهم يثيرون اشمئزازي، ولكني لم أعد أولي أهمية لهذا الإشمئزاز مذ حللت بين الرجال.
ولكني قد تألمت وأتألم معهم، إني أراهم سجناء، إنهم موسومون. لقد كبلهم الذي يسمونه المخلّص بالأغلال. أغلال القيم المزيفة والكلمات الموهمة. آه، ليتهم يجدون من يخلصهم من مخلصهم.
لقد ظنوا في العهود السالفة أنهم رسوا على جزيرة بعد أن تقاذفتهم أمواج البحر في كل اتجاه، ولكنهم قد رسوا على ظهر وحش نائم.
والقيم المزيفة والكلمات الموهمة هي أسوأ المسوخ المهددة لبني البشر، ذلك أن القدر ينام فيها وينتظر طويلا.
وأخيرا يستيقظ الوحش ويفترس كل الذين بنوا أكواخهم على ظهره. انظروا إلى هذه الأكواخ التي شيدها هؤلاء الكهنة لأنفسهم. إنهم يسمون هذه المغارات التي تفوح منها رائحة الحنوط: كنائس.
وأنى للروح أن تسموا إلى أعاليها في هذا المكان ذي النور المزيف والهواء السميك.
هذا ما يأمرهم به إيمانهم: "اصعدوا الدرج على ركبكم أيها الخاطئون."
وإني في واقع الأمر، أفضل رؤية الذين لا يعرفون الحياء على رؤية من تضطرب عيونهم من الخجل والورع.
فمن اتخذ هذه المغارات وهذه الدرج التكفيرية ؟ أليس هم أولئك الذين أرادوا أن يستخفوا وقد خجلوا من النظر إلى وجه السماء الصافية؟
لن أعود بقلبي مجددا إلى بيوت هذا الإله إلا حين تنظر السماء الصافية مرة أخرى، عبر القبب المنهارة إلى العشب وإلى الخشخاش الأحمر المنتشر بمحاذاة الجدران المتهدمة.
لقد اعتبروا الله مضاد لهم ومعذبا لهم: لقد كان في عبادتهم، والحق يقال، كثير من البطولة. ولم يجدوا طريقا للتعبير عن حبهم لربهم سوى صلب الإنسان.
لقد فكر هؤلاء في أن يعيشوا وإني لأشم في مواعظهم رائحة اللحود التي تثير الغثيان. والحياة بقربهم أشبه بالحياة قرب المستنقعات السوداء حيث يغني العلجوم أغنيته الهادئة بحزن عميق.
فليغنوا لي أغاني أفضل من هذه لأومن بمخلصهم، ولكي يحدث هذا لابد أن تبدو على أتباعه هؤلاء سمات الخلاص.
إني أود أن أراهم عراة، لأن الجمال وحده هو من ينبغي أن يكون له الحق في الدعوة إلى التوبة. ولكن من ذا الذي قد تقنعه مثابرتهم المتدثرة هذه؟
عقل هؤلاء المخلصين مليء بالثغرات، وفي قلب كل ثغرة وضعوا أوهامهم والتائب من خطاياه الذي سموهُ إلها. وقد غرق عقلهم في بحر شفقتهم، وحين يزفرون فإنهم يكادون ينفجرون من الشفقة، أما ما يطفو على السطح فجنون كبير.
وبالاندفاع والصراخ يجعلون قطيعهم يعبر جسرهم، وكأنه ليس هناك سوى جسر واحد يؤدي إلى ألمستقبل. والواقع أم هؤلاء الرعاة جزء من الخرفان. فعقولهم ضيقة الأفق، وأرواحهم رحيبة، ولكن، أيها الإخوة، ما أضيق حتى الأرواح الشديدة الرحابة.
لقد تركوا على الطريق التي سلكوها علامات دامية، وكان جنونهم يعلمهم أن البرهنة على الحقيقة تكون بإراقة الدماء.
غير أن الدماء هو أسوأ من يشهد على الحقيقة، لأنه يسمم حتى أشد العقائد طهرا بسمّ الجنون والحقد.
عليكم أيها الإخوة أن تتخلصوا ممن هو أعظم من كل المخلصين إن كان سبيل الحرية ما هو تنشدون.
الإنسان الراقي لم يظهر على الأرض بعد. لقد عرفت حقيقة الإنسان العظيم والحقير، ولقد وجدتهما شديدي الشبه ببعضهما. والواقع أني وجدت أعظمهما نفسه مفرطا في الإنسانية."
هكذا تكلم زرادشت.
......................................................................................................
* هكذا تكلم زرادشت. فريدريك نيتشه. (من ص.83 إلى ص86. بتصرف). منشور

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

ارتواء (01)

تحليق

لحظة غروب (04)

لحظة غروب (03)

لحظة غروب (02)

لحظة غروب

* مميزات النص المسرحي:


يتميز النص المسرحي عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى، كالشعر الغنائي، والرواية، والقصة، بكونه منفتحا على العرض المسرحي ولو على سبيل الافتراض، فهو يجسد قصة ولا يحكيها. ففيه تتحدث الشخصيات، وتتصرف بنفسها عوض أن يتدخل الكاتب للتعليق عليها باستعمال الوصف أو السرد المباشر.
بهذا المعنى يتميز النص المسرحي عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى بارتباطه الوثيق بالعرض المسرحي الذي هو غايته المفترضة، الشيء الذي يفرض إلمام المؤلف بها، وأن يكتب نصا قابلا لكي يلقيه ممثلون كما لو كان مرتجلا ووليد اللحظة. بل وأن يكون حتى في حالة القراءة، مادة لعرض متخيل يتصوره القارئ وهو يحاول اكتشاف ما تحكيه المسرحية من خلال الحوارات والإرشادات الرّكحية.
* الحوار والإرشادات الركحية:
تعبر الشخصيات المسرحية عن مواقفها وحالاتها النفسية بواسطة الحوارـ وهو شكل من أشكال التواصل الذي يتم عن طريق تبادل الكلام ما بين شخصين على الأقل. وكلمة (Dialogue) الفرنسية ومثيلاتها في كثير من اللغات العالمية منحوتة من اللغة اليونانية: Dia التي تعني اثنين، و Logos التي تعني الكلام.
ويتميز الحوار المسرحي عن الكلام العادي بوظيفته الدلالية والإبلاغية. فهو اقتصادي التعبير ويهدف إلى إبلاغ المعلومات إلى المتفرج بواسطة الشخصيات. ويستمد خاصية التركيز من ارتباطه الوثيق بالفعل .L’action "فأن تقول في المسرح يعني أن تفعل".
أما أنواع الحوار المسرحي فهي متعددة. فقد يكون عبارة عن تبادل حوارات قصيرة (Réplique)، أو طويلة (Tirades)، وقد يكون ذا طابع غنائي (في مشاهد العشاق على الخصوص) (duo).
كما أن هناك شكلين آخرين للحديث على خشبة المسرح لا يدخلان في صميم تبادل الكلام ما بين الشخصيات كالحديث الجانبي (Aparté). وهو كلام مهموس لا تسمعه الشخصيات الأخرى، أو المناجاة Monologue)) وهو عبارة عن مقاطع طويلة تلفظها الشخصية وهي وحيدة على الخشبة (أو تعتقد ذلك) كما لو أنها تفكر بصوت مسموع.
إلى جانب الحوارات يستخدم الكاتب المسرحي أيضا الإرشادات الركحية (Indication scénique / Didascalies)، وهو أجزاء من النص لا تدخل في نطاق الحوار، وظيفتها تحديد السياق الذي تقع فيه الأحداث كالزمان والمكان وأسماء الشخصيات وبعض المعلومات الخاصة بها. كما قد تتضمن إشارات مقتضبة إلى كيفية الأداء
أو إلى الديكور والإنارة والملابس...إلخ. هذا الخطاب الثانوي الموازي يساهم إلى حد كبير في إعطاء القارئ المعلومات الضرورية لكي يبني تصوره الخاص للمسرحية.
* الفعل الدرامي:
إذا كان جوهر الكتابة المسرحية هو الفعل المعبر عنه بالحوار، فإن تتابعها زمنيا كمجموعة من الأفعال المتضاربة هو الذي يخلق حكاية المسرحية (Fable). وهي عبارة عن خلاصة للأحداث يستنتجها القارئ أو المشاهد بعد قراءة أو مشاهدة المسرحية كلها. وهذه الخلاصة هي نفسها التي يعتمدها الكاتب قبل الشروع في كتابتها. فالحكاية هي المادة الخام التي تبنى عليها أية مسرحية، سواء أكانت من إبداع الكاتب، أو مستمدة من التاريخ أو الأسطورة..
غير أن الحكاية لا تقدمها المسرحية بشكل سردي، بل بطريقة مجسدة وعبر شخصيات حية تتصرف في الزمن الحاضر ولهذا فهي تحتاج إلى تنظيم آخر هو الحبكة المسرحية.
ويمكن تمييز الحكاية عن الحبكة المسرحية في كون الأولى مادة سردية خام قابلة للحكي بصيغة الماضي وفي تسلسل زمني من أقدم حدث إلى آخره، أما الحبكة المسرحية فهي طريقة لتجسيد الأحداث في حاضر متواصل يحيل على الماضي فقط من خلال سير الأحداث التي تقع هنا والآن أمام أعيننا.

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

1. المسرح ومكوناته:



* فن المسرح بين الخصوصية والشمولية:

كلمة "مسرح" في اللغة العربية مشتقة من فعب "سرح" أي رعى الماشية، وتعني المرعى أو فناء الدار، وأيضا مكان الترويح عن النفس+ وفي كلا الحالتين يفهم منها في الأصل اللغوي مكان الترويح.
أما عالميا فالكثير من اللغات تشتق تسمية هذا الفن من كلمة "ثياترون" ( Theatron ) اليونانية التي تعني ما يرى. كما أن هناك تعبيرا آخر يدل على المسرح وهو الفن الدرامي ( L’art dramatique) الذي توسع مفهومه لأن يشتمل فنون التمثيل بصفة عامة من مسرح، وسينما، وتلفزيون. وتعود كلمة "دراما" (Drama) اليونانية التي تعني "الفعل" (action). ويقصد بالفعل هي التي تشكل مادة المسرح التي يستقيها من الحياة عن طريق المحاكاة (Mimesis) لكي يقدمها على الخشبة. المسرح إذن كغيره من الفنون يحاكي الحياة، لكن ما يميزه بالضبط هو محاكاة الأفعال البشرية المدفوعة برغبات محددة، تتعارض فيما بينها لكي يتولد الصراع الدرامي.
وبالجمع إذن بين كلمتي "ثياترون" و"دراما" اليونانيتين يمكننا اكتشاف جوهر المسرح، وخصوصيته: "فهو فن تشخيصي يقوم على محاكاة الأفعال البشرية بالصوت والحركة، وباستخدام الجسد الإنساني كمادة أولية ومحورية للتعبير، وما يرتبط به من إشارات دالة على الزمان والمكان أمام جمهور حاضر".
والمسرح فن تشخيصي لأنه من فصيلة الفنون المبنية على محاكاة الواقع كالأدب والفنون التشكيلية والأوبرا والسينما، والتي بإمكانها أن تجسد الوجود والطبيعة وجودا فنيا، بخلاف تلك المبنية على تعبيرات تجريدية كالموسيقى والرقص (الباليه).
غير أن المسرح لا يرتبط فقط بالفنون التشكيلية، بل وبالمجردة أيضا. ويعود السبب في ذلك إلى كونه فنا زمكانيا، أي أنه يستعمل الصوت والكلمة اللتين تدركهما الأذن كالموسيقى والأدب والغناء في مدة زمنية محددة. كما يستعمل الصور الثابتة التي تدركها العين في مكان محددة (خشبة المسرح) من خلال عناصر الديكور والملابس والمؤثرات المرئية. كل هذا يجعل من فن المسرح فنا شاملا ومركبا ولغة متعددة المستويات

* المسرح: فن شامل:

وجد المسرح لكي يرى ويُسمع، والنص المسرحي ليس إلا جزءا من كل، هو العرض المسرحي المتكامل. النص المسرحي المقروء يمكن أن يمنح لوحده لذة. لكن هذه اللذة رهينة بمدى قدرة القارئ على تخيل العالم الدرامي المتعدد اللغات والمستويات. "ففي المسرح كل شيء لغة" كما يقول الكاتب المسرحي يوجين يونيسكو. والمقصود باللغة هنا ليس ما ينطق فقط، بل كل إشارة (حركة، إيماءات، صوت، لون، شكل) له دلالة معينة. ومهما تعددت إشارات المسرح، فهي تدخل بالضرورة في صنفين أساسيين: إشارات مسموعة وأخرى مرئية.

* الإشارات المسموعة:

والمقصود بها كل الإشارات التي نسمعها في العرض المسرحي كالكلمة، التي تشكل المادة الأولية للحوار المسرحي الذي أبدعه المؤلف، ثم النبرة التي ينطق بها الممثل الكلمات ليمنحها معنى محددا ودقيقا، فضلا على أصوات غير لفظية كالآهات والصراخ والبكاء...إلخ. وأخرى آلية كالموسيقى، والمؤثرات الصوتية التي تحتاجها بعض المشاهد للدلالة على المكان شاو الزمان شاو المناخ..(زقزقة العصافير، دقات الساعات..صوت المطر..)

* الإشارات المرئية:

هي كل ما تتلقاه عين المتفرج في العرض المسرحي من إشارات، كالديكور الذي يرسم معالم الفضاء الذي يتحرك فيه الممثلون (منزل، حديقة، ساحة...إلخ) وما يرتبط به من ملاحق كالأثاث والستائر والأبواب...والإضاءة التي تنير فضاء اللعب، والملابس التي يرتديها الممثلون، والملحقات (الأكسسوارات) والماكياج، والإيماءات، والحركات، والتموضعات. ويبقى المسرح فنا جماعيا..

أنواع الفنون التشكيلية ووظائفها




الفنون التشكيلية Les Arts plastiques تعني الفنون التي تنتج صورا مسطحة أو مجسمة باختلاف أنواعها. ويرجع أصل المصطلح "plastique" إلى الكلمة اليونانية " Plastikos بلاستيكوس"التي تعني صنع الأشكال. وظهرت اسمية "فنون تشكيلية" في العصر الحديث، بعدما صنفت الفنون إلى مجموعتين رئيسيتين: مجموعة الفنون التشكيلية وأشهرها العمارة والنحت والرسم والصباغة، ومجموعة الفنون الإيقاعية المعتمدة أساسا على الزمان. وتوجت أخيرا هذه الفنون بمجموعة الفن السابع، أي فن السينما وما تفرع عنه من إذاعة وتلفزيون، إلخ..ولعل أشهر تصنيف اعتمد هذه التفرقة التقليدية هو تصنيف الناقد الألماني "غوتهولد ليسينغ" Gothold Lessing (1729-1781).
وبرز في هذا العصر على رأس التصنيفات الكلاسيكية للفنون الجميلة، تصنيف الفيلسوف "إيمانويل كانط" Emmanuel Kant اعتمد فيه على وسائل التعبير التي يمتلكها الإنسان، وهي في رأيه ثلاث وسائل: الكلمة والحركة والصوت. وبناء على ذلك فقد ذهب إلى القول بوجود ثلاث مجمعات من الفنون: مجموعة فنون اللغة. ومجموعة فنون الحركة. ومجموعة فنون اللعب بالإحساسات والوهم. ومن أهم أنواع الفنون التشكيلية: العمارة والنحت والرسم.
وظائف الفن التشكيلي في حياة الأفراد والجماعات
1. وظائف الفن التشكيلي عند إنسان ما قبل التاريخ:
أثبت علم الأركيولوجيا أن إنسان ما قبل التاريخ نقش وحفر ونحت ورسم ولو صورا وأشكالا معظمها من الحيوانات وبدرجة مدهشة من الواقعية، وهذه الصور قد تكون البداية الأولى للفنون التشكيلية. إن معظم هذه الأعمال الفنية في شكلها وموضوعها، لا تترك للشك في أنها لم تكن فنا من أجل الفن ولكن كانت تستهدف خدمة وظيفة ما في حياة الإنسان والمجتمع. ويربط الرأي السائد الآن هذه الوظيفة بانشغال الصيادين الدائم بمشكلة تأمين الغذاء، وتحفيز تكاثر الطرائد من الحيوانات، وضمان النجاح في الصيد. كانت للفن التشكيلي في أول عهده إذن، وظيفة اجتماعية متأصلة في المشكلة الحياتية الحيوية.
2. وظيفة الفن التشكيلي في عصر النهضة:
ظهر الفن الواقعي التقليدي في عصر النهضة، ومع ظهور النمط البرجوازي للإنتاج. وقد أعطانا صورة علمية جديدة، حيث أنه شرح وحلل الطبيعة كنظام مؤلف من مواضيع في فضاء بثلاثة أبعاد (علم المنظور La perspective).
3. وظيفة الفن التشكيلي الحديث:
أما الصورة التشكيلية الحديثة فهي صورة للعلاقات الاجتماعية الجديدة، أي للجوهر الجديد للإنسان. غير أن نفس هذه الصورة، بعد أن تتضح بهذا الشكل تعود عبر تأثيرها على خيال الإنسان ووعيه، لتكشف عن نفسها في نشاط الإنسان التطبيقي. وبالتالي فإنها تظهر مجددا في أشكال الموضوعات المحسوسة والبيئة الجديدة للإنسان الجديد. وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان الجديد أن يرى ويتأمل نفسه وواقعه الاجتماعي كصورة تشكيلية وكئيبة معا مستقاة من موضوعات محسوسة. وبتغييره لهذه النفس الخارجية، كصورة وكموضوع، يستطيع الإنسان أن يغير نفسه.وهكذا يصبح الفن حقا "تعبير عن شمولية الإنسان".
4. وظيفة الفن التشكيلي المعاصر:
لقد أعلن "الإنشائيون Les Constructivistes" في عصرنا هذا، بنظرتهم العلمية والمادية للعالم، أن المعالجة العلمية والخلاقة للمواد هي الهدف الأساسي بل الهدف الوحيد للفن. واستهدفت "الباوهاوس Bauhaus" في ألمانيا ابتداع تصاميم عملية جديدة لتحسن "النماذج الأصلية Les prototypes"، كما دعت المعماريين والنحاتين والرسامين، إلى تحويل اهتمامهم نحو الحرفة، ورسم وخلق عمارة المستقبل الجديد التي ستؤلف بين المعماريين والنحاتين والرسامين، إلى تحويل اهتمامهم نحو الحرفة، ورسم خلق عمارة المستقبل الجديدة التي ستؤلف بين المعمار والنحت والرسم في وحدة متكاملة، والتي سترفع يوما ما نحو السماء بأيدي مليون عامل ك "مركز بلوري للإيمان الجديد".
تطور الفنون التشكيلية

سعى الفن التشكيلي في جميع نشاطاته الأساسية أن يحدثنا عن شيء ما: عن الكون، عن الإنسان، أو عن الفنان نفسه. إن الفن طريق إلى المعرفة، وعالم الفن هو نهج لمعرفة ذات قيمة إنسانية، شأنه في ذلك شأن عالم الفلسفة أو عالم العلم.وفي الواقع، أننا عندما نقر بوضوح بالفن كطريقة متوازية للمعرفة، لكنها طريقة متميز عن سائر الطرائق التي يتوصل الإنسان بواسطتها إلى فهم بيئته، عندها فقط، يتاح لنا تقدير أهميته في تاريخ الجنس البشري.
1. فن ما قبل التاريخ L’art préhistorique
من الصعب أن نجد نعتا مرضيا لوصف النموذج الأولى للفن البدائي. إنه فن الحواس، الفن الذي يبهج من حيث حيويته وتركيزه: التركيز على النشاط الحياتي الأساسي أو العناصر المميزة للحيوانات. مثل هذا الفن، يعتبر عضويا وحياتيا وحسيا. هذا الفن يستقي بهجته من الطبيعة العفوية للأشياء، لكنه يتجه نحو تحويلها لمصلحة دافع خفي، من الممكن دافعا رمزيا أو فكريا أو سحريا. وفسرت الرسومات البدائية من صخرية وكهفية، لتأويلات متعددة. وتتلخص وجهة نظر العامة بالقول: إن الرسومات التي هي في مجملها حيوانية، تحتوي على مغزى سحري. ويذهب الافتراض إلى القول بأن الرجل البدائي يؤمن بأنه، في حال تجسيده للحيوان، إنما يكتسب بهذه الطريقة قوة السيطرة عليه، وهي وسيلة ناجحة لاصطياده لأجل الطعام، وكأن الفن البدائي وظيفي ليس إلا.
2. الفن المصري القديم: Lart égyptien
تقيد الفن المصري القديم بالعادات والتقاليد التي كان يمارسها المصري آنذاك، خاصة إيمانه بخلود النفس والحياة الأخرى بعد الموت. حيث لجأ إلى تحنيط الجثة لتصارع الزمن وتبقى لمد طويلة أو الخلود. وبد استقرار الإنسان المصري، ودخوله الحياة الزراعية والصناعية، وتربية للحيوانات، وتحديده للعلاقات بين الناس ضمن نصوص وقوانين، خطا خطوات عن طريق التقدم، فاكتشف الكتابة، واهتم بالطقوس الدينية. كل تلك العوامل أثرت وبشكل مباشر على الفن المصري القديم. فالعمارة كانت تضم المدافن والمقابر التي كان المصريون القدامى يزودونها بتماثيل للمتوفين. واهتموا ببناء المصاطب على المقابر، حيث رسموا على حيطانها مناظر، وزخارف ونقوشا مثلت حياتهم العامة. كما بنوا معابد أشهرها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك. وفي عهد إخناتون، تحرر التصوير، واتجه نحو التعبير عن الطبيعة. وأهم ما عرف من فنونهم التطبيقية الحلي، والأثاث، والتحف المختلفة. وقد وجدت مجموعة رائعة منها في مقبرة "توت عنخ آمون" وصنع أغلب الأثاث من الأرز.
3. الفن في بلاد ما بين النهرين: l’art mésopotamien
بلاد ما بين النهرين، هي بلاد قائمة على أرض محصورة بين نهري دجلة والفرات. يمكن أن نجد في هذا الوادي خمس ثقافات مختلفة: السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والكلدانية. ولم تهتم جميع هذه الثقافات ببناء المقابر والمصاطب، لأنها لم تؤمن بالحياة بعد الموت. ومن أقدم العمارة لديها معبد صغير لآلهة الأمومة، قائم على منصة متسعة وملونة بألوان ساطعة، وتوجد على كداخله تماثيل الأسود التي تحرسه من الأرواح الشريرة.
ومن أهم المباني التي ظهرت في أرض الجزيرة "الزيجورات"، وهي عبارة عن برج مكون من طبقات، يغلب على النحت السومري الأكادي طابع الزخرفة المنفذ بالحفر البارز. أما النحت الكامل فكان قليلا لقلة الأحجار والصخور في تلك المنطقة. وكانت الفنون التطبيقية متطورة ونامية، وخاصة منها صناعة المعادن، وقد استعمل فيها الذهب بكثرة كما تدل على ذلك محتويات القبور التي عثر عليها في "أور".
4. الفن المسيحي: L’art chrétien
كانت المعابد الوثنية عظيمة وغنية وضخمة في أرض فلسطين إلى أن ظهرت فيها عقيدة شعبية امتدت إلى روما، وانتشرت في المجتمع الروماني، إنها العقيدة المسيحية.
عاش الفن المسيحي والفن الوثني، قرابة ثلاثة قرون جنبا إلى جنب، في روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية، وفي عالم البحر الأبيض المتوسط. وساير الفن المسيحي التقاليد السامية أول الأمر، وتجنب تصوير الأشخاص الذين لهم قداسة. لكن المسيحية الرومانية سرعان ما تجاوزت هذا الاتجاه في القرون الأولى، ورسمت صورا استخدمتها استخداما رمزيا: كصورة الحمامة والسمكة والسفينة والصياد والراعي. ولما أصبح الدين المسيحي دينا رسميا في عصر الإمبراطور "قسطنطين" في أواخر القرن الرابع، بدأ رجال الفن يظهرون أعمالهم، بعدما كانت في خبايا الكهوف والسراديب. وكن أهم الصور المسيحية صور "الأيقونات" Les Icones. وقد استوحى الفن المسيحي من التصوير الأيقوني موضوعاته المفضلة التي استمدها من النصوص الإنجيلية الرسمية وغير الرسمية على اختلافها، وتناولها في شكل رسوم وزخارف وتماثيل على الكنائس والكاتدرائيات والمقابر. وكانت موضوعاته الدينية والروحية وصفا دقيقا للمآسي والعذاب والنبل والروح. وإلى جانبها الفني كانت لها في الأصل أغراض أخرى تربوية وتعليمية ودينية. وعليه، فإن المسيحية كانت ينبوعا ثريا لعدد كبير من الصور الجديدة، والتي أغنت الفن وأحدثت فيه تأثيرا عميقا بشكل عام.
5. الفن الإسلامي: L’art islamique
يتميز الفن الإسلامي بمميزات واضحة عن بقية الفنون التي أفرزتها حضارات أخرى، فالفنان الإسلامي لا يؤمن بفكرة الخلق، ولا يهدف إلى محاكاة الواقع وتقليده، بل يحاول تجاوز الحياة المادية العرضية وإلى الاقتراب من المطلق والمجرد. فهو فن لا يقوم على الفهم والمعرفة العقلية، بقدر ما يقوم على الكشف والمعرفة الحدسية. ويمكن إبراز أهم مميزات الفن الإسلامي في الصفات التالية: التجريد والبعد عن المحاكاة، والنفور من الفراغ، كراهية الترف والبحث عن القيم البديلة والتسطيح (عدم استعمال البعد الثالث الذي يحقق التجسيم).

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

مدينة مراكش


مع الشاعر اللبناني محمد مربوحي

مدينة الدار البيضاء 2013


في حوار حميمي مع المسرحي المغربي عبد القادر البدوي

ابزو 18/08/2003


زمن جميل حقا

مدينة الدار البيضاء 2013


في المعرض الدولي للكتاب بمناسبة توقيع الموسوعة الكبرى للشعراء العرب

مدينة الرباط 2009


مع رئيس مجلس حقوق الإنسان في المغربي أحمد حرزني

مدينة فاس 2000.


مع الشاعر المغربي محمد السرغيني ذات زمن جميل

ابزو 2014


في بلدتي تحلو الومانسية. أليس كذلك؟

مدينة أكادير 2006.


مع الأمين العام للحزب العمالي المغربي

مدينة برشيد 2013


بين الزهور كل شيئ جميل. لا تكثرت.

مدينة زاوية الشيخ. غشت 2014

للأفق مداه. ونحن ها هنا.

ديواني بوح للبياض

مسرحيتي سيزيف بين الحاضرة والريف

طتاب التراتيل: الجزء الثاني

كتاب التراتيل: الجزء الأول



الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

ديوان حرائق الموت

مجموعة من القصائد التي قيلت في رثاء ابني محسن

ديواني ترنيمة لعصفور الكوثر

كتابي عادات وطقوس أهل ابزو

ديواني تقاسيم الصرير

ابزو: محاولة لاستعادة الذاكرة المفتقدة

بحث لنيل الإجازة حول ديواني"ترنيمة لعصفور الكوثر"

عرس على الشاحنة

تلاوين

تدفق 03

تدفق 02

تدفق

مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...