بحث هذه المدونة الإلكترونية

tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)

آخر الأخبار

آخر الأخبار

الخميس، 7 مارس 2024

تأملات وخواطر عن الكتابة أولا: "الكتابة السمخية" 13. "الكتابة السمخية" ومحنة الفكر الحر. الجزء الخامس: الإعدام الذاتي للكتب

الكائن السمخي هو الشخص  الذي علق في الرمال المتحركة للكتابة السّمخية قولا وفعلا، وصعب عليه الفكاك من شراكها، واستحال عليه إنقاذ نفسه وإنقاذ غيره من فخاخها.

تتجلى السلطة هنا بجميع انماطها من سلطة الحاكم او المجتمع او الفرد او سلطة الأيديولوجيا أو العادات و التقاليد، إلخ. 

يقول عالم اللسانيات والتر أونج: "النص الذي يقول ما يعرف العالم كله أنه باطلٌ، سيظل يقول هذا البطلان للأبد، ولهذا ظهرت فكرة حرق الكتب."

أقدم المفكرون السّمخيون على إعدام كتبهم لأسباب متعددة منها ما هو نفسي وعقدي واجتماعي وسياسي... يقول الخزامي :في يقيني ان ليس هناك من عالم او شاعر وافق علي حرق كتبه، الا كان ذلك بدافع الخوف من الانتقام منه بالجلد او قطع الرأس بالسيف لاتهامه بالزندقة.

ومن المفكرين السّمخيين من اتهم بالزندقة والفساد والكفر والفسق... المحظوظون منهم تمكنوا من الهروب، والذين لم يستطيعوا حبسوا، وعذبوا وأحرقوا، وقتلوا صبرا...

لقد تمت شيطنة المعرفة في زمن "الكتابة السمخية"، المعرفة القائمة على الجدل والنظر والتأمل والمنطق... "من تمنطق تزندق" وحق عليه القصاص. ومن أوامر الأمير أوالوزير أوالخليفة أوالفقيه أو من لديه غيرة على الدين كما يفهمه، أو له ثأر لدى المفكر، أو في قلبه حسد، وحقد، ومرض أو عداوة وله مصلحة في تصفية خصمه، هذا البيان: "ومتى عثرتم على كتاب بدعة أو صاحب بدعة، فإياكم وإياه..." إنه التشريع بالقتل. لكن هناك من الأمراء والفقهاء والخلفاء ومحبي الحكمة والحقيقة من أنصف الكتاب السّمخيين فمنع إحراق من يسمونها "كتب الكفار" لما فيها من أسماء الله تعالى، ولما فيه من تضييع للمال.

ومن الكتاب السمخيين من لم يمنحوا لأعداء الحقيقة شرف إحراق كتبهم فضلوا أن يتخلصوا منها بأنفسهم كما يفعل الثوار الذين يتناولون السم على أن يقعوا في أيادي أعدائهم  وينكلوا بهم فأحرقوها وأعدموها. وفيما يلي نماذج لهؤلاء الكتاب:

1. سفيان الثوري:  أوصى إلى عمار بن سيف - وكان ابن أخته - بكتبه ليمحوها ويدفنها، وأنه قال: "ليت يدي قطعت من ها هنا بل من ها هنا ولم أكتب حرفاً". وذلك خوفا من أن تكون الأحاديث التي نسبها للنبي غير صحيحة.

2. أبو سعيد السيرافي:  كان عالما بعلوم القرآن و بالحديث أمينا ثقة، و له علم بالفرائض (تقسيم الإرث) و بالفقه و الكلام و اللغة و النحو و الشعر. أوصى ابنه أن يُطعم كتبه النار.

3. أبو عمرو بن العلاء: الذي قال عنه أبو عُبَيدة: "كانت كتبه التي كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتًا له إلى قريب من السقف، ثم إنه تنسَّك فأحرقها كلها"

 4. داوود الطائي: الإمام الفقيه، القدوة الزاهد أبو سليمان داود بن نصير الطائي ، الكوفي ، أحد الأولياء. ألقى بمكتبته كلها إلى البحرألقى بمكتبته كلها إلى البحر.

5. أبو عمرو الكوفي: دعا بكتبه عند الموت فمحاها فسُئل عن ذلك، فقال: "أخشى أن يليها قوم يضعونها غير موضعها".

6. أبو سليمان الداراني: جمع كتبه في تنور وأشعل فيها النار ثم قال: "والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك".

7. الماوردي: الفقيه الحافظ، من أكبر فقهاء الشافعية والذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا. اتهم الماوردي بالاعتزال.

9. التوحيدي: أبو حيان. فيلسوف، معتزلي، كنصوف... رمي بالزندقة وقال عنه ابن الجوزي : زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي والتوحيدي والمعري. كتب أبو حيان التوحيدي كتبا كثيرة أشهرها : المقابسات، وكتاب الإمتاع والمؤانسة، وكتاب الهوامل والشوامل... وقد أحرق التوحيدي في آخر حياته كتبه. علل إحراقها بقوله: "إني فقدت ولدا محبا وصديقا حبيبا، وصاحبا قريبا، وتابعا أديبا، ورئيسا منيبا، فشق علي أن أدعها لقوم يتلاعبون بها ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها، وكيف أتركها لأناس جاورتهم عشرين سنة، فما صح لي من أحدهم وداد، ولا ظهر لي من إنسان منهم حفاظ، وقد اضطررت بيهم، بعد الشهرة والمعرفة، في أوقات كثيرة إلى أكل الخضر في الصحراء، وإلى بيع الدين والمروءة " .

12. وهب بن منبهكان غزير الإنتاج، ألَّف عدة كتب في موضوعات شتى، لكن لم يصلنا أي كتاب من كتبه كاملاً، واقتصر الأمر على المقتبسات التي نقلها عنه كل من ابن إسحاق والطبري، وابن قتيبة وغيرهم. ومن الكتب المنسوبة إليه كتاب "الملوك المتوّجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم"، وقد وصلت إلينا أجزاء منه في كتاب "التيجان في ملوك حمير" لابن هشام، كما ينسب إليه كتاب "المبتدأ"» الذي يشير عنوانه إلى ابتداء الخليقة، وهو أول محاولة عند العرب لكتابة تاريخ الخلق والرسالات، وقد اعتمد عليه ابن قتيبة في كتاب "المعارف"، والطبري في كتابه "تاريخ الرسل والملوك"، والمقدسي في كتابه "البدء والتاريخ"، وأحمد بن محمد الثعلبي في كتابه "عرائس المجالس في قصص الأنبياء". وينسبون إلى وهب كتاب "المغازي" الذي لم يبق منه إلا مجموعة أوراق مخطوطة مازالت محفوظة في مكتبة هيدلبرغ بألمانيا. أحرق كتابه "متاب القدر" الذي ندم على كتابته علناً. 

13. الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: سبط الرسول محمد، وصَحابيّ، وخامس الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، والإمام الثاني عند الشيعة، أطلق عليه النبي محمد لقب سيد شباب أهل الجنة فقال:" الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ"، شارك الحسن في الجهاد في عهد عثمان، فشارك في فتح إفريقية  وطبرستان وجرجان، كما شارك في معركة الجمل ومعركة صفين. بويع بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب في الكوفة. واستمر بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر، ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن صالحه على عدد من الأمور. وانتقل الحسن بعد ذلك من الكوفة إلى المدينة المنورة وعاش فيها بقية حياته حتى توفي فيها. أحرق كتابه "الإرجاء" الذي قال عنه: "وددت لو أني مت ولم أكتبه."

14. أبو موس الأشعري: عن أبي بردة (ابن أبي موسى الأشعري) قالتقطيع والتمزيق.ال: "كتبت عن أبي كتابًا  كبيرا فقال: آتني بكتبك، فأتيته بھا، فغسلها."

15. عد الله بن مسعود: عن الأسود بن ھلال قال: "أتي عبد الله بصحيفة فیھا حديث فدعا بماء فمحاها، ثم غسلها، ثم أمر فحرقت.

16. ابن أبي السعود:  قال عنه السخاوي:"... وأعرض بآخرته، عن تعاطي الشعر، بل غسل جمیع ما كان عنده من نظم ونثر بحیث لم یتأخر منه إلا ما كان برز قبل."

17. أحمد بن أبي الحَواريِّ: ميمون أبو الحسن الدمشقيّ. من جِلّة العلماء و الحفّاظ "ريحانة الشام." قالوا عنه:" طلب أحمدُ بن أبي الحواريّ العلمَ ثلاثين سنة، ثمّ حمل كتبه كلّها إلى البحر، فغرّقها.

18. أبو سعد بن المطلب: قال عنه أبو الفرج بن الجوزي: كان قد قرأ النحو واللغة والسیَر والآداب وأخبار الأوائل وقال ً شعرا ً كثیرا، إلا أنھ كثیر الھجوم ثم مال عن ذلك، وأكثر الصوم والصلاة، والصدقة، وروى الحدیث عن أبي بشران، وابن شاطان، وغیرھما، وغسل مسودات شعر، وأحرق بعضھا بالنار... توفي... وھو ابن ست وثمانین سنة."

19. بِشرُ بن الحارث الحافي: العالم، الربّانيّ، القدوة، الزّاهد، عُني بالعلم، ثم أقبل على شأنه، ودفن كتبه. قال إبراهيم بن هاشم: "دفنّا لبشر بن الحارث ثمانية عشر ما بين قِمطر وقوْصَرة من الحديث."

20. بِشر بن منصور: أبو محمد الأزْديّ السَّليميّ. كان فقيها ومحدثا بمدينة البصرة. أوصى ابن أخيه بأن يغسل ويدفن كتبه بعد موته.  

21. سفيان بن سعيد الثوريّ: إمام، حافظ، ومحدث زاهد. قال عنه تلاميذه: "دفن سفيان كتبه، فكنت أعينه عليها. فقلت: يا أبا عبد الله! و في الرِّكاز الخُمس. فقال: "خذْ ما شئت." فعزلتُ منها شيئاً، كان يحدّثني منه.

22. عروة بن الزبير بن العوّام: أبو عبد الله القرشيّ. عالم المدينة و أحد الفقهاء السبعة. أحرق عروة كتباً له، فيها فقه، ثم قال  "لوددتُّ لو أني كنت فديتها بأهلي ومالي." وفي موطن آخر يقول عروة، و في الصدر حزازةٌ و في القلب غُصَّة: « كنا تقول لا نتّخذ كتاباً مع كتاب الله، فمحوت كتبي. والله لوددت أنّ كتبي عندي، إنّ كتاب الله قد استمرّت مَريرته(قوي واستحكم).».

16 محمد بن عمر بن محمد: أبو بكر الجِعَابي . قاضي الموصل، عاش في بغداد. كان إماماً في المعرفة بعلل الحديث و ثقات الرجال و مواليدهم ووفياتهم. عُرف بالتشيُّع. قال ابن كثير:" ولما احتُضِر أوصى أن تحرق كتبه فحرقت، و قد أحرق معها كتب كثير كانت عنده للناس. فبئس ما عمل!"

يرى البعض أن ثقافة إحراق الكتب ترجع لأسباب شرعية استناداً إلى أمر النبي صلى الله عليه وسلم: "من كتب عني شيئًا غير القرآن أن يمحوه."

يقول عالم اللسانيات والتر أونج: "النص الذي يقول ما يعرف العالم كله أنه باطلٌ، سيظل يقول هذا البطلان للأبد، ولهذا ظهرت فكرة حرق الكتب."

أما طرق إتلاف الكتب فهي أربعة طرق: الحرق، الدفن، الغسل بالماء والإغراق.

ومن دوافع إحراق الكتب: 1. الخوف من الدسّ في كتبهم، و تغييرها بالزيادة أو النقصان. 2. عدم خلوص النية لله تعالى في تدريس العلم، السعي وراء الشهرة، والحظوة لدى العامّة و الخاصّة 3. اعتبار تأليف الكتب ضرب من العبث. التنسك والزهد. 4. التنسك و الزَّهادة في الدنيا،

هل فعلوا خيرا أم أنهم أضروا بأنفسهم وبثقافة وحضارة أمتهم؟  هذا سؤال آخر.

......................................................

يتبع




مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...