tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت

آخر الأخبار

آخر الأخبار
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)

الأحد، 25 أغسطس 2013

شعرية الموت: قراءة في المتخيل الشعري وجمالية الخطاب في ديوان "ترنيمة لعصفور الكوثر " للشاعر المصطفى فرحات

الصورة : الشاعر مصطفى فرحات في حفل توقيع ديوانه ترنيمة لعصفور الكوثر بدار الثقافة بمدينة أزيلال18/10/2012


الشعر تأسيس لوجود، بحث في الكائن وكشف للإمكان، أسئلته هي نفسها أسئلة الوجود؛ ولأنه لا شعر بدون أسئلة، ولا أسئلة بدون وعي؛فإن كل حالة شعرية هي بالضرورة حالة من حالات وعي الذات بماهية وجودها، وما دام الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي بأنه كائن من أجل الموت،وبأنه مرغم على تقبل نهايته،فإن انشغال الشعر بالموت هو انشغال من صميم قضايا الفكر الإنساني الموجعة ، و مظهر من مظاهر قلقه الوجودي الحاد ؛فوحده الشعر بما يمتلكه من طاقات تفجيرية تبحث في المجهول، قادر على اجتراح بلاغة البوح من أسطورة الموت التي تتماهى مع أسطورة الحياة، حيث تتسامى الكتابة الشعرية متحولة إلى نشيد إنساني طافح بأحاسيس ورؤى ومواقف، يجعل حدوس الذات قادرة على صياغة سؤال الموت والحياة، صياغة جديدة تؤول ما يعتري الذات من حرقة وتمزق وتشظ، وما يتولد في دواخلها من أسئلة ميتافيزيقية حارقة، فترتقي بفعل الخلق والإبداع إلى صور ترميزية تشف عن غريزة البقاء وأسطورة التجدد والخلود، كما هي عند طائر الفينق وجلجامش وغيرهم...


محملا بهذا الأفق الإنتظاري الحافل، وجدت نفسي مشدودا إلى هذا الديوان المرثية *ترنيمة لعصفور الكوثر* للشاعر المغربي مصطفى فرحات، أقتحم عوالم كونه الشعري، وهو ديوان اختار لنفسه خانة الرغبة في الكتابة عن الموت، فاجترح خطابه الشعري على إيقاع فجيعة مشهد تراجيدي جارح، لموت قسري مفاجئ لابن ممدد في النعش، هذا المشهد الذي واجه الذات الشاعرة بأقسى ما كانت تحذره وتخاف منه، فجعلها تعيش أقصى حالات يقظتها الوجودية.. يقول في ( ص 8):


أحدق في جسدك المسجى
وأقرأ في كتاب الموتى
من هنا أتينا
وإلى هنا منتهانا
وتضيف في ص6:
هيا حزني العاري
من أين تأتي كل هذه العتمة
تسيج كل أنواري القديمة
تحوط كل ابتساماتي
ويرد على لسانها في ص10:
لا ترحل يا حلمي
أنت من يبني غدي
أنت من يحمل أيامي ويرسم بمذاق الحناء
كل الأعراس البهية


انطلاقا من هذه النماذج وغيرها، نجد أن المتخيل الشعري في هذا الديوان – المرثية، وهو يشيد رؤاه على ثنائية الموت والحياة، يمتح استعارته الكلية من نهر الألم الإنساني الخالد، حيث حبر الكتابة ألم طافح بتراجيدية موسومة بمرارة وأسى، وقوة في الإحساس والتفكير، وتوتر حاد مؤرق، وضياع وجودي صارخ...


مما جعل حساسية الموت في هذا الخطاب، تحتشد بأشكال مختلفة وصيغ تعبيرية وإشارات وعلامات، يجعل حضور الموت في هذا الديوان قويا، تتبدى سيميائيته بشكل عميق في جميع تفاصيل الخطاب الشعري:


1)- بدءا من عتبة العنوان ، باعتبارها بؤرة حاضنة لمرجعيات ودلالات سوسيو ثقافية، ودينية، وانتروبولوجية .
2)- مرورا بالعتبة الثانية الإهداء الذي تشكل سيميائية عتبته النصية ومضا قوي الإحساس عميق الدلالة :
إلى الشهيد ابني الذي كان لي*


واللافت للانتباه في هذه العتبة التصديرية، أن عبارات هذا الإهداء، أتت عن طريق التداعي الحر، استجابة تلقائية لذات ، استنفرتها لحظة الكتابة كما لحظة الموت ،فاستغرقها يأس وأسى وضياع وفقدان، وحركتها طاقات متوترة مفجرة، أثارت كل المكامن الشعورية واللاشعورية، الواعية واللاواعية، الدينية والصوفية، الإسترجاعية والتأملية الاستبطانية، الفكرية الفلسفية والدينية و الصوفية، الحلمية والواقعية...


3)- انتهاء بالفضاء النصي لهذا الديوان- المرثية، الذي تغزل خلاله الذات، تراجيدية الموت والحياة، في مسافة شعورية وفكرية ممتدة من ص 2 إلى ص 53 ، حيث استطاعت أن تسمو بخطابها الشعري جماليا إلى آفاق فنية رحبة، متجاوزة بذالك نمط كتابة القصائد القصيرة والمتوسطة، إلى كتابة شعرية تشيد هرم بنائها الرؤيوي الحداثي، على شكل قصيدة طويلة مركبة ،ذات تشكيل بصري خاص، يتألف من عدة مقاطع شعرية غير معنونة، بل مفصولة بأرقام تبتدئ بالرقم 1 وتنتهي بالرقم37، وبذالك يشيد خطاب الموت في هذه القصيدة المرثية قوله الشعري، في إطار استراتيجية نصية ذات أبعاد سيميائية تتنامى ثيماتها وتتراكم إشاراتها الاستعارية وتجلياتها الدلالية ،بشكل يرتقي خلاله البوح الجنائزي والبكاء الرثائي إلى مستوى من الوعي الشعري يتكئ في نوع من التداخل والتكامل والاستجابة ،على التأمل الاستبطاني وما يوقده من تأويلات فكرية و دينية وصوفية (ويشكل نسبة 0.23 في المئة من الخطاب تقريبا )، وعلى الحوار بشقيه المونولوجي والحوار الموجه للآخر،بشكل عالي الأسى و التوتر، تشعل نيران غنائيته الحزينة ذاكرة الأمس وعذاب الذات لفقدان الآخر (ويشكل نسبة0.25 بالمائة من الخطاب تقريبا) ،كما يستند على السرد الشعري(وتشكل نسبة0.26 في المئة من الديوان تقريبا)، و على الاسترجاع التذكري (الذي يشكل نسبة .130 بالمائة) ويتمظهر في صيغة سيرة شعرية تذكي عذابات الروح ،وتنقاد مع كل حرقة عذاب وتيه للتأويل الديني والصوفي (الذي يشكل نسبة0.14 تقريبا)


ولا مراء، أنه بقدر ما يأتي نشيد الموت في هذا الديوان، بوحا جنائزيا مسترسلا في إطار سيرة شعرية ؛ كما هو وارد في المقطع التالي( ص 6) :


من هنا عبرنا معا
تتأبط حقيبتك
تمشي معي في الطريق
بقدمين متيقظتين
تختزل المسافات
وتمتطي دفاترك
وفي عينيك بريق الربيع
وكذالك في ص 28
موحش هذا البيت موحش
لاشيء غير الصمت الرصاصي
طلاء مكتبك
ندى صقيع
ومن شقوق الجدران
يتقطر عطرك
وفي دفاترك
تنوح الحروف
بقدر ما ترتفع حساسية الأسى بين ثناياه، إلى رؤية تشاؤمية حادة، (ص 5):
كل صباحاتي
كفوف سوداء
ومع اشتداد وجع المأساة تسود الرؤيا ( ص 29):
أنغرس في نكستي
قحط
يباب
حنظل
قلب بلا حلم
بلا مدى
جسد بلا جذع
وفي ص 6:
هيا حزني العاري
من أين تأتي كل هذه العتمة
تسيج كل أنواري
ومع استرسال الأنا الشاعرة في البوح بحرقة آلامها وأحزانها، تسيطر عليها ظلال الكآبة والتيه ،فتقول في (ص 25 ):
ماعاد في قاموسي
يوم
اسمه غدا


ومن البديهي أن يتخذ التبئير السيميائي في كل هذه المقاطع من نقطة التقاطع بين الحياة والموت (مشهد الموت والدفن والإحساس بالضياع ...) بؤرة انهيار وتوجع، حيث يتوقف الزمن لحظة قاسية، فتحس الذات بانزياح الكينونة من جاذبية الوجود، وسقوطها في اللامتداد واللاوجود واللامعنى واللازمان واللامكان... ورد في ( ص 9 ):


كل ما تراه العين بعدك رحيل
فهذا كبدي على جمرة ذكراك يحترق
وقلبي من قلب الخنساء
يتفتت من جوف ليل طويل


ولعل استحضار الشاعر للشاعرة الخنساء بكل حمولتها الرمزية الشعرية، لدليل على الارتقاء بالإحساس الشخصي بالموت، إلى إحساس إنساني وجودي عميق ومؤثر، حيث النص الغائب بما يتضمنه من دلالات عميقة يعمل على إنتاج حالة وجودية ترتبط بموقف الإنسان من الموت، وهلعه منه ، سواء في الماضي أو الحاضر...


ولا تتوقف فكرة الموت والحياة في الشعور بالنكوص والتلاشي في هذه القصيدة-المرثية، بل تتخطاه إلى الشعور بعدمية الكون وغياب المعنى في الحياة تقول في (ص7):


كل الألوان انمحت
غابت ملامح الأشياء
تلاشت معالم الأحياء


وإذا كان المتخيل الشعري لهذه القصيدة ينهض على حركتين شعريتين، الأولى حركة موت الابن، والثانية ضياع الأب ويأسه وغربته، فإن فعل التوازي الدلالي يرسم موتين:


1- موت الابن
2- موت الأب
يقول في (ص7):
لأول مرة يا بني أعرف
أني العارف الجاهل
أني الضاحك الباكي
وأني الحي القتيل


فنحن نستطيع أن نقول أن هذه القصيدة- المرثية، لا تحيلنا فقط على رثاء الأب، لابنه، بل تحيلنا أيضا من منطلق رؤية تأويلية مغايرة، على رثاء الشاعر لنفسه والتحسر على موته، فالذات وهي تحترق بموت الابن وفداحة الإحساس بالألم الفظيع،فإنها في حقيقة الأمر وهي تستدعي سيرة الفقيد كما تسترجعها الذاكرة، فإنها على المستوى اللاشعوري تجسد في واقع الأمر سيرة شاعر استبد به اليأس و صرعه موت معنوي، فبكى نفسه بمرارة ورثى ذاته، فكان هذا الخطاب الشعري خطاب رثاء للذات بدلالة الآخر.


ويتصاعد تأثير فاجعة الموت على الذات،فترتفع اللحظة الشعرية بالبوح إلى الارتقاء بالفعل التراجيدي إلى حد الإدهاش،فتصبح المفارقة صادمة كالتالي:


1)-الأنا الشاعرة-الأب-الحي ماديا-ميت معنويا.
2)الآخر-الابن-الميت ماديا-حي معنويا في الوجدان الديني والأسري.


ثم لا تلبث الذات أن تؤسطر موت الابن، فيرتفع المدى الرؤيوي إلى اعتبار موت الابن موت القبيلة، ونعشه عطر للقبيلة وزغردات شفاهها ...


رش وجه القبيلة عطرا
ومن كل نافذة وباب
تشدو الشفاه شعرا


إنه الانتقال من فعل الموت من الخاص إلى العام، حيث موت الابن، يصبح جماعيا يتمثل في موت الأب والقبيلة، وبهذا الموت الجماعي المعنوي للقبيلة، يغدو الموت كونيا، يقول في (ص7):


ما بال النهار
لا يشبه النهارات
كل الألوان انمحت


هكذا وصل الحزن والتفكير وقع الصدمة، وبلغ الأسى مداه، فهذا النهار استثنائي، ضاعت معالمه، وها هو موت الابن، قد أضاع وجود الجماعة، كما أزاح النهار عن مداره، وأخرجه من زمانه، إنه ذبول يعم النفس والروح والرؤية والرؤيا والآخر والكون والزمان والمكان...


ومع ذالك فتحت هذه الوطأة، لا تستسلم الذات الشاعرة حين تطيل النظر في حركية الإنسان وسيرورة الكون ، فبالرغم من تأثير هذه الرؤية التراجيدية على الفكر والحس،سرعان ما تتحول من أشجانها إلى حدوسها وتتأمل حقيقة الموت وماهية الوجود ،فيستحيل الرثاء إلى تأمل فكري ، يناهض السقوط والإحباط والانهزام ، حيث الأنا الشاعرة تتصدى في تحد ووعيد قوي للموت ،بالقول في (ص43):


شد وثاقي أيها الموت
فأنا قاتلك
بالكلمة المفجوعة بين مقل اللغة
بروح الابن الخالدة في القصيد
بعيونه المفتوحة على المدى
شد وثاقي أيها الموت
فأنا قاتلك
بدموع الحبر المتدفق من العين
بالحرف المكتوب بالدم
بالنحيب الشلال الساقط من قمم الهم
بالحلم الملون يعيق الذكرى
شد وثاقي أيها الموت
فأنا قاتلك


هكذا هو حلم ولادة الحياة من الموت ،وتحرير الروح من الشجى والشجن، والدفع بفعل الولادة إلى الخلق والإبداع في الحياة، نتيجة التأمل الاستبطاني الفكري والفلسفي العميق، ومحاولة معرفة حقيقة الزمن والحياة والموت...:


هباء هذا الزمن
كقصفة نار
(ص37)
ويضيف في نفس الصفحة:
تيه هي الحياة
ترسم لك مسالك تالفة
تمشيه وأنت الباحث عن مرفأ
تغازلك الطرقات
تعري مفاتنها
تنجذب لعطرها
وحين تراك منكشفا
تدوسك في بداية الفرح


ولا يخلو المتخيل الشعري لخطاب الموت في هذا الديوان، من تأويل صوفي تستند عليه الذات لبلوغ حالة قصوى من الانسجام مع العالم، كما هو واضح من خلال توظيف عتبة تصديرية لإحدى المقاطع الشعرية ذات الدلالة الصوفية الرامزة، والتي هي عبارة عن بيت شعري للشاعر جلال الدين الرومي ص44، وأيضا تضمين مقاطعه الشعرية إحدى مقولات الحلاج الرؤيوية التي تومئ إلى الحلول والتوحد، حيث لحظة الألم و الكتابة، تجعل من الأب والابن ذاتا واحدة (ص 44 ):


أنا أنت وأنت أنا
أحملك بين أوراق القلب
خضرة
ماء
وناي الأنبياء أحملك
رفرفة فراشة
...............
عود إلى بدء:


نستنتج من السياق العام لهذه القراءة المقتضبة، أن الوعي الشعري لهذا النوع من الكتابة الشعرية عند شاعرنا، يعيد صياغة الواقع والوجود ،فهو يترك اللغة تغزل قلق الذات الوجودي بعمق وشمولية، تدخل في تجربة مغايرة، بطريقة تتوحد خلالها الذات مع اللغة وتحل فيها ، تتطابق معها كي تسعى إلى تحقيق الخلود بواسطتها ،فتصبح الذات بكل آلامها وأحلامها مضمونا شعريا تتمحور حوله القصيدة... وفي اللغة لا تستكين الذات لقدرها ،بل إلى طقوس حالاتها... كما يؤكد على ذالك أدونيس الذي يقول * حين يحس الشاعر بأن العالم حوله يتفتت ويتلاشى يتيح للغة أن تبني أو تهدم هذا العالم على هواها ...


هكذا استطاع مصطفى فرحات في هذا الديوان ، أن يرسم لنفسه خريطة طريق شعرية خاصة في جغرافيا الكتابة، بالعزف على إيقاع الذات المتبرمة من زخم اللامعنى بكل أشكاله وألوانه وتعدد مظاهره ،فالقلق الوجودي في الكتابة عنده كما أعتقد، ذو ملمح تأملي فكري تارة، وديني تارة وصوفي تارة أخرى... بدءا من تقاسيم الصرير، مرورا بكتاب التراتيل، وانتهاء بترنيمة داوود التي استقطرها أنهار كوثر، لعصفور الجنة في هذا الديوان (ص8):


أقف على شاهد مثواك
والريح تنشدني نغما داووديا
يأتيني بأشجى التراتيل
تعري سكون لحدك الجليل
ومن حضنه المترع بالأسى
تتعالى تهاليل المريدين...



أحمد بهيشاوي

هكذا تكلم زرادشت.




1. الإنسان الراقي:
هو الإنسان المتميز المتحرر من كل عبودية، الذي هو من يجب أن يكون، الذي يتحكم في أهوائه ولا يلغيها، الذي يضع نفسه في أوضاع تتطلب القسوة واتخاذ المواقف. القاسي الذي لا يعرف الشفقة، المؤمن بأن الإنسان سيد الأرض، وبأنه سيد عامة الناس، بأنه يجب استغلال الطاقة في خلق مستمر، وبأنه يجب المضي بالعالم قدما في إطار الصيرورة وعدم العودة به أبدا إلى أوضاع سابقة.
باختصار، هو الإنسان القوي الذي يعمل على بسط سيادته على الأرض حماية لها من سطوة المرضى والعبيد. ولكن هذا لا يعني أنه يتحدث عن الأبطال والمستبدين كما عرفتهم أوربا في النصف الأول من القرن العشرين، وإن كان معجبا بنابوليون، ولكن عن الأقوياء الخلاقين الذين سيودون الأرض بفكرهم.
2. القراءة والكتابة:
لا أقرأ إلا ما كتب بالدم. اكتب بدمك وسترى أن الدم عقل. وليس من السهل فهم دم الغير، لذلك أكره العاطلين الذين يقرأون.
قديما كان العقل إلها ، ثم صار رجلا، وها هو يصير دهماء. الذي يكتب بالدم حكما لا يريد أن يقرأ بل أن يحفظ على ظهر قلب.
أقصر طريق في الجبل هو الرابط بين قمة وقمة، ولكن قطعه يتطلب منك ساقي عملاق. لابد أن يكون للأمثال شموخ القمم، وأن يكون الذي توجه إليهم عظماء فارعين.
3. الصنم الجديد:
لا تزال هناك في بعض الأماكن شعوب وجماعات، أما عندنا نحن، يا إخوتي فهناك دول. فما هي الدولة؟ اصغوا إلي لأحدثكم عن موت الشعوب.
الدولة هي الوحش المنفر أكثر من بين الوحوش، وهي تكذب بكل برودة وتقول: "أنا الدولة، الدولة، هي الشعب." وإنها في ذلك لكاذبة. الخلاقون هم الذين أوجدوا الشعوب وبثوا فيها الإيمان والحب، وبذلك خدموا الحياة. الهدامون هو أولئك الذين ينصبون الشراك للجموع ويسمونها الدولة فوق هذه الجموع سيفا وشهوات كثيرة.
الدولة تكذب في كل اصطلاح تعبر به عن الخير والشر، بل تكذب في كل ما تقوله، وكل ما تملكه يأتيها من السرقة. كل شيء فيها مزيف، إنها تعض بأسنان مسروقة، هي التي تعض عن طيب خاطر، بل حتى أحشاؤها مزيفة.
يولد عدد ضخم جدا من الناس، وقد تم ابتكار الدولة لأجل هذا العدد الضخم، فانظروا كيف تجذبهم إليها، وكيف تبتلعهم فتمضغهم وتجترهم. إن هذا المسخ، مع الأسف،يهمس بأكاذيبه الكئيبة حتى في آذانكم أيها الكريمو الخلق..يود هذا لصنم أن يحيط نفسه بالأبطال والشرفاء، كما يحب هذا الوحش المنفر أن يستدفئ تحت شمس الضمائر التي تنعم بالراحة. يريد هذا الصنم أن يمنحكم كل شيء شريطة أن تعبوه: كما أنه يشتري بريق فضائلكم والنظرة الأبية التي في عيونكم.
انظروا إلى هؤلاء الفائضين عن الحاجة، إنهم دائما مرضى، إنهم يتقيأون غيظهم ويسمونه جرائد. يفترس بعضهم البعض ولكنهم عاجزون عن الهضم. .يجمعون الثروات فيزداد بذلك فقرهم. إنهم يريدون القوة، وقبل كل شيء يريدون وسيلة القوة، يريد هؤلاء العاجزون أموالا طائلة.
انظروا إلى هذه القردة السريعة يتسلق بعضهم فوق بعض فتهوي كلها متمرغة في الوحل إلى الهاوية. يريد كل واحد منهم أن يتبوأ العرش: ذلك هو جنونهم، كما لو كانت السعادة على العرش، وما يكون في الغالب على العرش هو الوحل، وغالبا ما يكون العرش نفسه هو الوحل.
أتريدون أيها الإخوة أن تختنقوا بما ينبعث من أفواه هؤلاء ومن شهواتهم، حطموا النوافذ واقفزوا خارجا إلى الهواء الطلق. ابتعدوا إذن عن الرائحة الكريهة وعن وثنية الفائضين عن الحاجة. ابتعدوا عن الرائحة الكريهة وعن الأبخرة المتصاعدة من هذه القرابين الإنسانية.
لاتزال الأرض تحت تصرف النفوس العظيمة. ولاتزال أماكن فارغة ليقيم فيها النساك مثنى أو فرادى، تحيط بهم روائح بحار هادئة.
4. ذباب السوق:
حيث ينتهي الصمت يبدأ السوق، وحيث يبدأ السوق تبدأ كذلك ضوضاء الممثلين الهزليين الكبار وطنين الذباب المسموم. لا تكون لأفضل الأشياء في عالم الناس قيمة إن لم يكن هناك من يخرج تمثيلها: يسمى العامة هؤلاء المخرجين عظماء. لا يفهم العامة العظيم، أي المبدع، ولكنهم يفطنون إلى المخرجين والممثلين الهزليين المدافعين عن قضايا كبيرة.
يدور العالم حول مبدعي القيم الجديدة، ولكن دورانه خفي، والعامة والمجد يدورون حول الممثلين الهزليين: هكذا يسر العالم.
كل الأمور العظيمة تحدث بعيدا عن السوق وعن المجد: وقد كان مبتكروا القيم الجديدة، عبر العصور يسكنون بعيدا عن ساحة السوق وعن المجد.
اهرب إلى وحدتك، إني أرى أسراب الذباب المسموم تضايقك. اهرب إلى المناطق التي تهب عليها ريح باردة وقوية.
فر إلى وحدتك، فقد عشت كثيرا بجانب الأدنياء والمثيرين للشفقة. اهرب من انتقامهم الخفي. فهم لن يواجهوك بغير الانتقام. لا ترفع يدك في وجههم، فعددهم لايحصى، وليس قدرك أن تكون صياد ذباب.
إننا نؤجج ما نكتشفه في إنسان ما، فاحذر الأدنياء إذن، فهم يشعرون أمامك بالضآلة فتحمر ذناءتهم وتضطرم ضدك متخذة شكل انتقام خفي. أجل يا صديقي، إنك تجسد الإحساس بالخطأ لدى بني جنسك لأنهم ليسوا جديرين بك. لذلك يبغضونك ويودون مص دمك. وسيظلون دائما ذبابا مسموما، وستجعلهم العظمة التي فيك أكثر سميّة وأكثر شبها بالذباب.
.........................................................................................................
* هكذا تكلم زرادشت. فريدريك نيتشه. (من ص.1 إلى ص 51. بتصرف).

التسامح. المنطق. الإنسانية: مبادئ التنوير*



إذا استطعت أن تتحدث إلى سيد أوروبي من عصر الحصار التركي لفيينا )1689)، فسيكون هناك العديد من الأشياء التي ستفاجئك حوله: الطريقة التي يتكلم بها، الكلمات اللاثينية والفرنسية العديدة التي سيستخدمها، التحولات الملفتة في عباراته، عاداته في الميل إلى الانزلاق لاستخدام الاقتباسات اللاثينية التي لا يمكن للكثيرين فهمها، وانحناءاته المهيبة الوقورة. قد تشكك أنتن على ما أعتقد، أنه أسفل هذه الباروكة الوقورة هناك رجل بشهية كبيرة للطعام الجيد والخمور الفاخرة. ولا بد أنك، مع اعتذاري عن ذكر ذلك، لن تستطيع أن تخطئ ملاحظة أنه أسفل هذا الدانتيل الفاخر، هذا التطريز والحرير، فإن هذا الرجل المتزين، المتعطر، المتبرج يموج برائحة كريهة، حيث إنه ناذرا ما يغتسل.
غير أن شيئا لا يمكن أن يعدك للصدمة التي ستصيبك فور أن تبدأ بسماع آرائه: لابد من ضرب كل الأطفال، الفتياة الصغيرات لا بدّ أن يتزوجن، قدر الفلاح هو أن يكدح وألا يشتكي، لا بد من جلد المتسولين والمتشردين ثم وضعهم في الأصفاد وعرضهم في السوق ليسخر منهم الجميع، يجب إعدام اللصوص وتقطيع القتلة إلى قطع أمام الناس، يجب إحراق الساحرات وغيرهن من المشعوذين الذين يغزون البلد، يجب التضييق على الناس أصحاب العقائد المختلفة، بحيث يعملون كمنبوذين أو يلقى بهم في الأقبية المظلمة، رؤية مُذنّب أخيرا في السماء لابد أنها تعني أحداثا سيئة في المستقبل، من المعقول، كحماية من الوباء القادم، الذي حصد العديد من الضحايا أخيرا في فيينا، أن تلبس شارة يد حمراء، وأخيرا، السيد كذا وكذا، صديق إنجليزي، لديه مشروع قوي وممتاز لبيع الزنوج الأفريقيين في أمريكا كعبيد: يا لها من فكرة رائعة لهذا السيد الوجيه خصوصا أن الهنود الأمريكيين خريجي السجون لا يجيدون الأعمال اليدوية، كما يعلم الجميع.
ستسمع هذه الآراء ليس فقط على لسان رجل فظ أو أخرق، بل كذلك من أكثر الناس ذكاء وتقوى في جميع مناحي الحياة ومن كل الأمم المختلفة. فقط بعد العام 1700 بدأت الظروف تتغير تدريجيا. فتلك المعاناة المريعة واسعة الانتشار التي قاساها الأوروبيون خلال حرب الأديان البائسة جعلت الناس يتساءلون إن كان من الصواب فعلا الحكم على شخص ما طبقا لمعتقده. ألم يكن الأكثر أهمية هو أن تكون إنسانا طيبا صادقا؟ ألم يكن من الأفضل أن يتعايش الناس بفظ النظر عن أي اختلافات في الآراء أو المعتقدات؟ أليس من الأفضل لو أنهم احترموا بعضهم بعضا وتسامحوا مع اقتناعاتهم المختلفة؟ تلك كانت أول وأهم فكرة صرح بها الناس الذين كانوا يتداولون مثل تلك الأفكار: مبدأ التسامح. فقط في الأمور الدينية يمكن لاختلافات الرأي أن تحدث. فليس لإنسان عاقل أن يختصم حول حقيقة أن حاصل جمع اثنين يساوي أربعة. وعليه فإن المنطق، أو التفكير الجمعي السليم، كما يطلقون عليه كذلك، هو ما يمكنه بل ويجب أن يوحد كل البشر. في عالم المنطق، يمكنك أن تستخدم الحجج لتقنع الآخرين بصحة آرائك، ولكن حين يتعلق الأمر بمعتقدات الآخرين، وكونها تخرج عن نطاق البرهان العقلي، فيجب أن يتم التعامل معها باحترام وتسامح.
وحيث أن المنطق معطى للجميع، فإنه يتبع ذلك تساوي جميع البشر في القيمة..وكل إنسان، كمخلوق أنعم الرب عليه بالمنطق، له حقوق لا يمكن أو لا يحق لأحد أن يحرمه إياها: حقه في أن يختار طريقه وأن يختار الكيفية التي يحيا بها، أن يكون حرا في أن يتصرف أو يمتنع عن التصرف طبقا لما يمليه عليه منطقه وضميره. الأطفال كذلك لا يجوز أن يدرسوا بالعصا ولكن بالمنطق، حتى يستطيعوا التوصل إلى فهم الفرق بين الصواب والخطأ. والمجرمون، هم كذلك بشر، هم اخطأوا بلا شك، غير أنه لا يزال بالإمكان مساعدتهم لإصلاح سبل حياتهم. لقد كان مريعا، وفقا لما جادل به هؤلاء، أن يوسم خد إنسان أو جبهته بالحديد الملتهب بسبب خطأ أوحد، وسم يترك أثرا سيحمله هذا الإنسان لبقية حياته حتى ليقول الناس: "هذا الرجل مجرم". لقد كان هناك شيء، أكد هؤلاء كذلك، يحضر على الإنسان أن يهان في العلن، كان ذلك يسمى الكرامة الإنسانية.
كل هذه الأفكار، والتي كانت تناقش منذ 1700 فصاعدا أولا في إنجلترا ولاحقا في فرنسا، أصبحت تسمى التنوير، حيث إن من كانوا يحملونها أرادوا أن يحاربوا ظلام الخرافات بنور المنطق الخاص.
خلال فترة المائتي سنة التي تلت التنوير جرت دراسة وتفسير المزيد من أسرار الطبيعة عن كل ما تم في الألفي سنة الماضية. لكن ما يجب ألا ننساه أبدا هو أهمية التسامح والمنطق والإنسانية في حياتنا، تلك المبادئ الرئيسية الثلاثة في التنوير.
................................................................................
*عالم المعرفة. مايو 2013. العدد 4000. ص 266/267. (بتصرف).

النزعة العقلانية في الفكر الإسلامي*



اعتير أركون أ "كل تيار يتمحور حول الإنسان وهمومه ومشاكله يعتبر تيارا إنسانيا أو عقلانيا أو علمانيا". وهذا يعني أن العقلانية تتأسس في مقابل الرؤية الدينية الإيمانية المتسمة بالتسليم والطاعة.
أقر الجابري وأركون بأن ظهور النزعة العقلانية أو ضمورها كان يرتبط في المجتمعات الإسلامية القديمة بمجريات الوقائع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك. ويبدو أنهما كانا يميلان إلى القول بأن بروز التيار العقلاني تم بواسطة قرار سياسي، سرعان ما سُخّرت أجهزة الدولة للمساعدة في تحويله إلى واقع قائم. ومثلما هو الشأن في كثير من القرارات السياسية، فقد كانت الدعوة إلى العقلانية تخفي أهدافا معينة يتوقع منها الحاكم تحقيق مكاسب محددة. وقد رأى الجابري في تشجيع المأمون على ترجمة الفلسفة اليونانية برهانا على مثل هذا التوظيف، ذلك أن المعارضة الشيعية التي كانت تمثل تهديدا لاستقرار دولة بني العباس، قد نجحت في اكتساح الساحة الثقافية في بغداد وما حولها من جهة بلاد فارس خاصة. ويبدو أن المأمون قد استشعر هذا الخطر المحدق بحكمه، فبادر إلى مواجهته بأسلحة ثقافية تم استقدامها من بلاد اليونان. ولما كان سلاح الجماعات الشيعية المتربصة بدولة العباسيين هو نظام المعرفة القائمة على العرفان، فقد رأى المأمون أن أنسب ما يرد به هو النظام المعرفي المستند إلى البرهان. واعتبر الجابري أن قرار المأمون هذا حتّمته الحاجة إلى تدارك حالة اختلال التوازن بينه وبين خصومه الذين تمكنوا من بسط هيمنتهم الثقافية تمهيدا لتحقيق مكاسب سياسية. وهكذا فإن بداية عمليو زرع العقلانية – عبر ترجمة الفلسفة اليونانية – ليست سوى خطة لتوظيف المعطى الثقافي/الأيديولوجي لخدمة أهداف الدولة القائمة. واللافت أن هذا المنوال سنشهده يتكرر في مرحلة تاريخية لاحقة، فقد فزع حكام الدولة الموحّدية بالمغرب إلى التشجيع على ترجمة كتب أرسطو بغاية محاربة فكر معارضيه من المنصوفة.
وقد أيد أركون مثل هذا التشخيص، غير أنه رأى أن رهان التوظيف قائم في محل سياسي آخر، إنه محل البحث عن مشروعية لسلطة ناشئة بديلا عن مشروعيّة الخلافة التي استوفت مداها التاريخي. لقد استولى أمراء بني بويه على مقاليد الحكم الفعلية في الدولة العباسية خلال القرن الرابع الهجري، لكن الشرعية السياسية كانت تعوزهم. وأمام استئثار منصب الخلافة بالشرعية الدينية، فإن حكام بني بويه قد اتجهوا إلى نحت شرعية دنيويّة قائمة على مبررات عقلية...
ويبدو أن ربط ظهور العقلانية بالإرادة السياسية للحاكم ربطا مباشرا، كان وراء اختلاف الجابري وأركون في تحديد تاريخ ظهور "دولة العقل" وتعيين حدودها. وتبعا لرأي الجابري، فإن تاريخ "دولة العقل" لم يكن مسترسلا، إذ سطع نجمها في أيام حكم المأمون واستمرت على قوّتها حتى بداية تفكك الدولة العباسية مع استيلاء السلاجقة على الحكم. وبزغ نورها بعد ذلك من المغرب في عهد الموحدين. ولكن مشروع "التنوير" العقلاني هذا سرعان ما خبا بسقوط هذه الدولة. وإذا كان تاريخ "دولة العقل" قد شهدا أدوارا من النهضة والسقوط، وتنقل مركزها من المشرق إلى المغرب، فإن حدود هذه الدولة كانت تتسع حينا لتتماهى مع حدود الإمبراطورية العباسية الممتدة شرقا وغربا، وتضيق أحيانا فلا تتجاوز مجال مدينة بغداد وما جاورها.
ولما كانت العقلانية – عند الجابري وأركون - اتجاها فكريا مرتبطا بأهداف سياسية محددة، فمن المنطقي أن يتأثر هذا الاتجاه بمتغيرات السياسة، خاصة إذا شهدت منعرجات حاسمة كسقوط الدولة الراعية لتلك السياسة. وكان هذا هو المآل الذي انتهت إليه "دولة العقل". وقد أشار الجابري إلى أن المشروع السياسي/الثقافي الذي دشنه المأمون أخد يتعثر تدريجيا مع الخلفاء الذين تلاحقوا بعده، حتى انتهى به المطاف إلى السقوط نهائيا مع بداية تفكك الدولة العباسية. وفي المغرب لقي الاتجاه العقلاني ذات المصير، إذ سرعان ما انحسر تأثيره انحسارا شديدا بصعود دولة المرينيين بعدما أسقطوا الدولة الموحدية. ولم يكن حظ العقلانية التي نشأت في ظل البويهيين أفضل حالا، إذ سرعان ما تم الارتداد عبيها بمجرد سقوط دولة بني بويه.
ومن الواضح أن الاختلاف في شأن ما سمي بدولة العقل يفصح عن وجود نسبة مهمة من الذاتية في المقاييس المعتمدة لتحديد معنى العقلانية. وإذا حاولنا تجاوز المحددات الدقيقة لعنصري الزمان والمكان فبوسعنا القول إن الجابري وأركون يعتبران أن العصر الذهبي للعقلانية العربية الإسلامية قد نشأ بين القرنين الرابع والخامس للهجرة في أرض العراق وما جاورها. ويبدو أن هذا هو الاتجاه الغالب لدى الكثيرين من الدارسين العرب والمستشرقين.
.............................................................................................
* عالم الفكر. العدد 4. المجلد 41. أبريل يونيو 2013. ص 87/88. (بتصرف).

الأحد، 11 أغسطس 2013

Matthew Arnold (1822-1888)



1.A Dream

Was it a dream? We sail'd, I thought we sail'd,
Martin and I, down the green Alpine stream,
Border'd, each bank, with pines; the morning sun,
On the wet umbrage of their glossy tops,
On the red pinings of their forest-floor,
Drew a warm scent abroad; behind the pines
The mountain-skirts, with all their sylvan change
Of bright-leaf'd chestnuts and moss'd walnut-trees
And the frail scarlet-berried ash, began.
Swiss chalets glitter'd on the dewy slopes,
And from some swarded shelf, high up, there came
Notes of wild pastoral music--over all
Ranged, diamond-bright, the eternal wall of snow.
Upon the mossy rocks at the stream's edge,
Back'd by the pines, a plank-built cottage stood,
Bright in the sun; the climbing gourd-plant's leaves
Muffled its walls, and on the stone-strewn roof
Lay the warm golden gourds; golden, within,
Under the eaves, peer'd rows of Indian corn.
We shot beneath the cottage with the stream.
On the brown, rude-carved balcony, two forms
Came forth--Olivia's, Marguerite! and thine.
Clad were they both in white, flowers in their breast;
Straw hats bedeck'd their heads, with ribbons blue,
Which danced, and on their shoulders, fluttering, play'd.
They saw us, they conferred; their bosoms heaved,
And more than mortal impulse fill'd their eyes.
Their lips moved; their white arms, waved eagerly,
Flash'd once, like falling streams; we rose, we gazed.
One moment, on the rapid's top, our boat
Hung poised--and then the darting river of Life
(Such now, methought, it was), the river of Life,
Loud thundering, bore us by; swift, swift it foam'd,
Black under cliffs it raced, round headlands shone.
Soon the plank'd cottage by the sun-warm'd pines
Faded--the moss--the rocks; us burning plains,
Bristled with cities, us the sea received.

2. A Wish

I ask not that my bed of death
From bands of greedy heirs be free;
For these besiege the latest breath
Of fortune's favoured sons, not me.

I ask not each kind soul to keep
Tearless, when of my death he hears;
Let those who will, if any, weep!
There are worse plagues on earth than tears.

I ask but that my death may find
The freedom to my life denied;
Ask but the folly of mankind,
Then, at last, to quit my side.

Spare me the whispering, crowded room,
The friends who come, and gape, and go;
The ceremonious air of gloom -
All which makes death a hideous show!

Nor bring, to see me cease to live,
Some doctor full of phrase and fame,
To shake his sapient head and give
The ill he cannot cure a name.

Nor fetch, to take the accustomed toll
Of the poor sinner bound for death,
His brother doctor of the soul,
To canvass with official breath

The future and its viewless things -
That undiscovered mystery
Which one who feels death's winnowing wings
Must need read clearer, sure, than he!

Bring none of these; but let me be,
While all around in silence lies,
Moved to the window near, and see
Once more before my dying eyes

Bathed in the sacred dew of morn
The wide aerial landscape spread -
The world which was ere I was born,
The world which lasts when I am dead.

Which never was the friend of one,
Nor promised love it could not give,
But lit for all its generous sun,
And lived itself, and made us live.

There let me gaze, till I become
In soul with what I gaze on wed!
To feel the universe my home;
To have before my mind -instead

Of the sick-room, the mortal strife,
The turmoil for a little breath -
The pure eternal course of life,
Not human combatings with death.

Thus feeling, gazing, let me grow
Composed, refreshed, ennobled, clear;
Then willing let my spirit go
To work or wait elsewhere or here!

الخميس، 8 أغسطس 2013

(melody of the old door)


(melody of the old door)

Farhat musataha

transleted by Hassna.B.


2012
-1-
A poet and two birds
Words take me for away
Through the smoke of
Burning fire
I colored my face with
White just like fire
In my heart.
Two birds have abandoned
Their nest
Just two small birds
Like my poem; it never ends
Words slip through my fingers,
And on my cheeks; there are two kisser
Softer than the water of the noon.
In my child heart,
I still keep the odor
Of the prophet.
Two birds eat from my shade;
When words escape from me.
I get a child and contemplate
The beauty of the see.

Fes. 27/04/2001.

-2-
A journey through my sadness

Riding on the time
My horse is fire and aches
The wind is drawing
Forms with water
The corps of the earth
Is like henna drawing
On the hands of a virgin
To my shade, I’m rodding
To catch it
Fearing it my escape or fly away
From me.
H escape my head to the sun
Hoping to ocquire
what the old poet
had left
and I keep wolking
bare footed
cleaning away
what my feet had drawn
I will write a new dictionary
For words and action
I will pass it
To my next generation.

Bzou: ../09/2002.

-3-

Poetry and the sea

Poetry and the sea are twins
From nature they do come from.
Poetry dances on the rhythm
Of the waves,
When it feels tired,
It repeats its dancing
And de stars smiles for
The brightness of the day
The mouth of the sea
Relates to tongue of the waves,
devouring what remains
of the sun
the sound of the sea
play musically with
the running water.
It declares
The birth of poems
From the vagina of the eternal.

Al Mohammadia:
22/04/2001.

-4-
Dream and dust

There is nothing except
Bleu and yellow shades
Everything is blocked
Necks get longer for
They wait longer
Eyes are dried
Green has been broken
Necks reach the sky
Begging for water
Nothing except
bleu and yellow
everything is blocked
thunder is roaring
pleasure and fun have left.
Spring loses its face, just
Yellow and yellow shades
And dreams covered by
Dust and sadness.

Bzou: 1998.

-5-
dream

naked,
I discover the nakedness of the sea
I marry the male and the female
Of the sea birds,
From my poem.
I make a band of music
And from the gospels
I make the clothes of the bride
I’m waiting for Christmas
To celebrate the birth of the sea
And teach it haw to swim
On the edge of thirst.

-6-
The song of the sea

I see that the sea has two braids
Two cheeks…
And two eyes…
One is playing the guitar
The other is singing the sea song
Of robes for a new bride.
It leaves it’s shade
And all shades sink under it,
That’s the sea
Made from us and within us,
The secret of waiting
Never..
All the time it rests within us
It writes and cleans our story
We get up, with no face
To stare at,
This sea takes us far away
It furnishes from it’s body
A desire
And from roaring
A wave,
My arms from the sand
Are leaving
The wind-very cold,
Distorts us
The sea is my first image
The face of my ancestors
Who made me bear their
Injuries,
They were fire in my chest
And I immediately
Obeid their orders.

Al Mohammadia-Bzou: ../06/2006.

-7-
The fingers of my mother

I’m laying between two edges:
One of my father
The other of my mother.
Both of them
Have loved each other
On the door of history
Side by side,
They walked the road:
One is sweating
Sand and salt,
The other loves all seasons.
In the summer;
My mother gathered
The wheat of the fields,
She made feast.
In winter;
She saw seeds.
In spring;
She song for flowers
And squeezed the parfumes.
In autum;
When meadows lost their leaves
She wached
the wool and
the wool and wave clothes.
My mother had
the voice of the sea
she had a face
that made hand-kerchieves
very shy.

Bzou: 15/05/2001.

-8-
There is no secret in my garden

-1-

In my garden, there is a spring
Flowers and singing births
It takes me each night
To dream and fantasy.
In my garden; there is
An obdey, a minaret and some bells
All flogs and smiling;
Colors and sleeping stories.
My garden doesn’t care
It rain leaves her.

-2-

In my garden, there is a blue birds
Sitting near a blue spring
Were blue fish are swimming
When it gets hot,
It invites me
It teaches me how to dance
With the noon,
And changes autum
By spring colors
When my blue bird get satisfied.
Every thing stop speaking
They gathered my garden
For getting the world agonies
And heart suffering.

-3-

My garden is a refuge
For those wicked by time,
A redemption place for
Wreathed people

Sinned ones
They invoked vainly
Dust around them
Those without dreams
They fall in misery
They bent once they
Saw my garden,
My garden is the pilgrimage
For migring birds.

-4-

Wolves have an amusing story
With my garden
They climb and steal
Some of the nectars,
They keep calling
Until they fall dawn.

-5-

Cats came to my garden
In the afternoon or at night
Once they feel hungry
They stare at trees
Play with nightingales

-6-

Dogs smell the perfumes
They bark continuously
They rest in my garden
They look for food
And devore corpses

-7-

My garden remains
A field for wind and sea
A source for light and perfumes,
It is a symbol of life
It remains protected
By hearts and flowers.

Bzou: 15/05/2003.

-9-
The story of a legend
“people of Bzou”

-1-
In the past.

They say a bout it:
Is these the garden of e Eden
Or this is Bzou.
Every soul longs to it
And I say:
Bzou is the cheeks of a smallgirl
Flourishing within her age
On the edges of her hashes.
Green and colours of the spring
Through her cheecks.
Fields and poor drink
Fresh water.
They say about it:
The meadows of Bzou
Are more beautiful.
And I say:
It is a princess
With the voice of rural nightingale
The people of Bzou gathered
Around fire in time of coldness
Listening to the stories of
The grand-mother.

-2-

In the present.
It is Bzou, a princess
Drawn by history
A ship anchoring
In a deserted harbour
Water had left her earlier
It got forgotten.
It is very ill
Like an old man
Like a ghost
You smell only bad odour
Through it’s street.
It’s air is dry
It’s water is salty
It is very disgusting
To stare at the face of Bzou.
It stumbles in the djellabas
Of passing days.
The walls of the past
Tells their stories
And glorified days.
They tell about the disaster.

-3-

The future.

I see a sand Autumn
That steals the herbs
Of the green fields
Birds abandon their nests
On their shoulders,
They take trees and vegetation
The wind uncover the seeds
The birds no more sing
All is leaving
Girls have broken their jarres
They cry
And feel very sad.

-10-
The spectrum of “MASMOUDA”

The day is cold
The moon is dancing in the sky
Fogs are frosting
The king is in his tent snoring
Saad is leaving now
He can’t sleep, waiting to know
What is in the other side of the river.
Enemies are ready to conquer.
The horse of “Masmouda”
Is ready too
“Ouad El Abid” sing with no voice
Side by side
with the river of “Oum Rabiaa”
it cures the face of the sand
it evokes magnificient dreams.
Fez is praying for “Marrakech”
It brings dawn its flags
“Kurtuba” entertains Islam.
H hear all the voices
Their echoes came back
Horses have abandoned the place
She bears the identity of a country..
H see corps full with dust
A civilization is drawing back
All horses have died
Humanity have died*with as
Bzou: ../02/2001.

-11-
The return from
the sunset harvest

coming back from their harvest
after they had eaten dried
bread ant water.
Faces are in a tomb
Skins are burnt by hot sun
Eyes are withering
Souls get empty
teeths are decayed.
Caming back from the harvest
Riding frile donkey,
Listening to the voices
Of the weak crops.
Emptiness with another
Coming back from their harvest,
Dreaming of the rain.
Their hands hurted by axes
They wear all times
Sadness is the prevailing aspect
Walking in hot red sun
Lashed are crying for the eyes
The traces of the walking donkey
are not apparent
the feet of the rider
can’t be distinguished
from the sandal.
Coming back from their harvest
Dreaming of the rain.
Walking to house
Where there is only dust
And:
Very hungry dog get weaker
Children are crying
Women are chasing bees
From the corps
They fell hungry
There is no noon
No flower
Only frailty and fire.
Bzoo: 06/08/1999.

-12-
The village and the bird

My village has the colour of Aden
Running through the wall
Drawing forms of history
When I was sleeping
It tells me its story
It tells me about bird
Fogs and that a lonely
Bird lived within it’s parts
At night
It sing about it’s sad life.
My village tells me that the bird
Is chased by small children
They threw him by stones
When the morning has broken
The village woke up
after the rain
the river tells its story too
“it is accused of running
in cold weather
we usually make tombs
for our lives..
we observe how we sleep
haw we get poor day by day
you’re chased from our village.”
The bird had already left
he went alone far away
sad and despaired
he sang in his exile
the story ends
and de village has
no water, no milk..
and the tombs grow
instead of flowers.
Bzou:
../08/2002.

-13-
An ode to Oued El Abid

Wake up that river
You’re still proud of your self
Stand up
You’re our history and proud
Our eyes are hungry
Run your water
Give us some food
You make girls healthy
Your water is our fields
You give us milk and bread
You bring out what is hidden
In the soil
You make our feasts
You invite me
My heart is dying
Frosting like ice.
I walked to you,
Humiliated and despaired.
I rode my foist and last face
I melt in you my orpheline days
Waiting for another birth
Of my mother.
I need just a little of her milk
To give birth to flowers
And flies.
Some jay may came back
To my forgotten village
And you will be happy.
Bzoo: 2003.

The beauty of poetry

Poetry grants me emission
I deliver it on rocks
And they yield to foods
This is my blood
You have to drink it and
Not sell it
Put it in battles from pottery
Put it in your bodies
To be cleaned
For your sins
Their one my veins
Compose rimes and words
Memorize my poetry
To discover the truth.
Poetry make you live
Poetry make you die,
I swear, h heart the music of poetry
Walking with me
A long the road..
Ht embraces a noon
Coming from my heart,
Ht enlightens my way
H hear also the pains of poetry
Perhaps love will come.
The lamb repeat the music
Of that poetry
Whose mother wondered
Within the cattle.
He can’t neither eat the grass
Nor sucks the milk of it’s mother,
Poetry is like the fly
The river runs with poetry
It wears our dreams
It teach us
Love will be eternal.
Poetry embraces me like mother
It protect me from ugliness
Within us.
I will always remember you
I will not tend my hand
I’m a miserable
That’s the core of ugliness
Go to your shade
And hang it in the village
If forgetiness
You’re dying
Your days are few.
Teach me poetry
Your secret and your power
I know that the traveler
Never comes back
In my eyes’ there still be
A place for caring.
Bzou:
2003.

-14-
Waiting for confession

On the deserted street
There are cafes and cafes
And forgotten people
Living on chairs
In the morning and evening
Crying the past time
And suffering from illness,
The face is bargaining
And the heart is resisting
Reclaiming peace for our country
Whose water no more running
And trees are dying
The country was stolen
From the poor and granted to
Rich minority.
On the desert street
There are cafés and cafés
And forgotten people,
Living in the chairs
Waiting for nothing
They collect what ever
They find in there way.
They have no fields
No spring
Everything is lost,
People are tired of waiting
They look for real humanity
They look for real freedom,
They still wish
Peace for their country.

BZOU: ../02/1999.

-15-
The seduction of Travelling

Standing on the cost of tanger
I smell the odour of the sea
I have come from water and trees
From my houses
The time of my village
Had already stopped
The time of the west
Has just be born
In just few minutes
I will cross to another country..
When I came back
I will I’m the sun of generosity
I will cross to Europe
Be a rising sun;
The trees have withered
Without you, it will no prosper,
I cross “Tanger” to Europe
To coach is full of my sadness
I couldn’t sleep
I became dust.
With no day or night
My back got bent
My poverty is increasing
I cry and sing
A long my road.
I amuse my self by dreaming
We crossed “Tanger”.
We ride the boat of death
Waves push us up word
Country call as to come back
Nothing could fight hunger
Except bare bread and water
A strong wind is blowing
At the dept of the sea
All odours are mixed
Water and foam
We the sea from “Tanger”
Twenty dreams
The boat is sinking
The country is crying
Nothing could stop our dreams.
We fight and fight
Noting can seduce us in our country
Stretched on the coast of “Tanger”
I see a blue sky
A star is twinkling
The sea throws corps and dead.

Bzou: 1998.


حالة الطقس في مراكش

الثقافة السّمخية والكائن السمخي تأملات وخواطر عن الكتابة الكائن السمخي أولا: "الكتابة السمخية" 14. الكتابة السمخية والنكاح. الجزء الثالث: النكاح في الثقافة الإسلامية

1. أشهر مؤلفات الفقهاء في النكاح فطن رجال الدين لأهمية الحياة الجنسية عند الإنسان المسلم، فكتبوا العديد من الكتب تتعلق بالجنس تنقل لنا خبرات...