بحث هذه المدونة الإلكترونية

tout droit résérvé

© Copyright
Tous droits réservés

الترحيب بالزوار

مرحبا بك في موقعنا ! للبحث عنا من جوجل يمكنك كتابة "فرحات المصطفى" أو "FARHAT MUSTAPHA" ! لا تنس جعل المدونة الصفحة الرئيسية لمتصفحك!

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة
ميمي نت
2. قالوا عن السلم: * "لا يوجد طريق للسلام، فالسلام هو الطريق." (مهاتما غاندي) - * "من يُريد السلام يجب أن يُستعد للحرب." (أرسطو) - * "السلام هو زهرة تنمو من التربة التي تسمى الحب." (ليون تولستوي) - * أستطيع أن أكون الأسوأ دائماً، لكنني أملك قلباً يرفض جرح الآخرين. (نيلسون مانديلا) - * "نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم" (جورج هربرت) - * " كان ديكان يعيشان في سلام حتى ظهرة دجاجة" (مثل فرنسي) - * "السلام هو الأم المرضعة لكل بلد" (هزديوس) * القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا في كل القرى" (مثل هندي)

آخر الأخبار

آخر الأخبار

الجمعة، 31 يوليو 2020

يوميات القلب المفتوح: الجمعة 01 ماي 2020

هل العلاقة بين الروح والجسد قائمة على الشراكة أم التنافس؟ عندما فكرت في هذه العلاقة في ظل الأزمة الصحية التي أعيشها تبين لي أنه من الصعب تحديد نوعية هذه العلاقة. ولكن عندما تتعقد هذه العلاقة فإنها تصل إلى التحاسد فيسعى الجسد إلى الانتقام من الروح عندما تتفوق عليه وتهمله فيزيد من الضغط عليها وحصارها. أليس الجسد هو الآلة التي تستعملها الروح لتعلن عن حضورها في هذا العالم، وهي الأخرى قادرة على تدمير الجسد عندما يعلن سلطته ويصبح محل الاهتمام فتجوعه، وتعريه، وتحرقه، وتشنقه.. عشرات الطرق للتخلص منه لتغادره حرة وطليقة.

الحجر الصحي فرض على البقاء في البيت وعدم مغادرته إلا عند الضرورة، كزيارة الطبيب والتبضع.. ثم أعود فورا، فجسدي لم يعد يتحمل المشي إلا لبضعة أمتار ثم يقف ليأخذ نفسا قبل مواصلة السير، وأحيانا يحتاج إلى أكثر من خمسة عشر دقيقة حتى يستجمع طاقته. وكان علي أن أطبق تعاليم الطبيب بدقة متناهية لمساعد جسدي على التعافي والعودة بسرعة لتأدية وظيفته بفاعلية، سأكون ممتنا له عندما يستجيب لأوامري.. لكن يبدو أنه خرج عن السيطرة، وما عادت محاولاتي اليائسة تجدي.

أوقفت سيارتي أمام المستشفى أو المستوصف، وأدخلني الحارس قاعة الفحص، تمددت فوق السرير. انتظرت ما يقارب عشر دقائق قبل أن يدخل الطبيب الشاب الذي عين مؤخرا، فحص قدمي، قاس الضغط، سألني عن الطعام الذي أكلته في وجبة الفطور، مع العلم أننا في شهر رمضان، أجبته على أسئلة، وأثناء إعداده للحقنة اغتنمت الفرصة واتصلت بابنتي وتحدثت مع الطبيب الذي شرح لها الحالة. بعد أن أنهى المكالمة أعطاني حقنة، ونصحني بضرورة السفر لأقرب مدينة من البلدة التي تتوفر فيها الإمكانيات التقنية لإجراء الفحوصات الضرورية لتشخيص المرض بالدقة المطلوبة، وسلمني رخصة تسمح لي بمغادرة البلدة وتمنى لي الشفاء.

الساعة الحادية عشرة ليلا وضعت اللمسات الأخيرة على نص نقدي على الحاسوب، أغلقته، وألقيت بجسدي المنهك على السرير، شغلت جهاز التلفزيون لأتابع آخر الأخبار. وأنا أستلقي على سريري لاحظت انتفاخا في قدمي، انزعجت وأحسست أن الأمور تسوء فاتصلت بالعائلة بمراكش لأخبرهم بالحدث المستجد وبأني سأقصد مستشفى البلدة لزيارة الطبيب وأعرف منه حقيقة العدوان الذي يتعرض له جسدي.

أدخلت سيارتي إلى المرأب الذي يبعد حوالي مئاتي متر عن المنزل وعُدت مشْيا على الأقدام رغم صعوبة الحركة. استلقيت فوق سريري وبدأت الأسئلة الصعبة تطرح. اتصلتُ من جديد بابنتي وأخبرتها بما يحصل لجسدي، نصحتني بضرورة القدوم إلى مراكش على عجل لإجراء الفحوصات، وأنها قادمة وستحضر سيارة الإسعاف لتنقلني إلى المدينة. أعددت الوثائق التي أحتاجها، وحقيبة صغيرة وضعت فيها ملابس قليلة لأني كنت آمل أن أعود إلى البيت بعد الانتهاء من الفحوصات التي ستكون نتائجها مطمئنة.

الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل تقف سيارة الإسعاف أمام المنزل، دخلت ابنتي إلى البيت، ساعدني على توضيب بعض الحاجيات بسرعة. وأنا أخرج لاحظت رؤوس الجيران وقد تدلت من النوافذ ليتابعوا ما يجري من النوافذ. فكرت وأنا أنتظر خروج ابنتي من البيت: "سيعتقدون إني مصاب بجائحة كورونا وسيخشون أن كون قد نقلت لهم العدوى". أغلقت ابنتي باب المنزل، وفتحت باب سيارة الإسعاف وغادرنا البلدة.
الجسد ممدّد فوق سرير داخل السيارة، موصول إلى آلة تزوده بالأكسجين بواسطة أنبوبين صغير أدخلا إلى الأنف. مازلت قادرا على الإحساس بجسدي باستثناء القدمين اللتان فقدتهما، لاحظت ابنتي أني لاأزال أنتعل حذائي فخلصتني منه وألقت بمعطفي على القدمين لتدفئتهما.


 
تحتاج سيارة الإسعاف لتقطع المسافة بين البلدة ومدينة مراكش ما يقارب الساعة والنصف، وتوجب عليها أن تتوقف بين الحين والآخر عند حواجز المراقبة التي أقامتها الشرطة لمراقبة حركة المواطنين تنفيذا لحالة الطوارئ الصحية المعلن عنها في عموم البلاد، يطلبون من السائق الوثائق قبل أن يسمحوا له بالمرور، في أحد الحواجز فتح شرطي الباب الخلفي للسيارة، تحدث مع ابنتي، دعا لي بالشفاء وأغلق الباب، وتابع السيارة طريقها.

لم أفقد بعد قدرتي على التركيز والتذكر رغم أني مشوش التفكير، كثيرة هي الأسئلة التي تطرح لكن لا جواب، الجسد ممدد على السرير والماضي يعود بكل زخمه. حياتي الآن في ميزان الشك واليقين، لكني سرعان ما طردت الأفكار الشيطانية والظلامية فالوقت ليس مناسبا لأستحضرها وأزِنها.
الساعة الثالثة صباحا وقفت سيارة الإسعاف أمام البيت الذي تقيم فيه ابنتي منذ أربع سنوات حيث تابعت دراستها. صعدنا الأدراج وعندما اقتربنا من الطابق الثالث كانت ربة بيتي في استقبالي. فتحت ِ الباب وعلامة القلق والتوتر بادية عليها، لكن سرعان ما اطمأنت عندما أخبرتها أني بخير، ولأني متعب فقد غيرت ملابسي بسرعة وخلدت إلى النوم في انتظار ما يخبئه الغد. خيّل إليّ أنها الليلة الوحيدة في حياتي التي قضيتها بدون أحلام.


الأربعاء، 8 يوليو 2020

يوميات القلب المفتوح


تمهيد


"هل وُجدنا لنختبر الحياة، أم وجدنا لتختبرنا الحياة؟" إن إجابتنا عن هذا السؤال هو الذي يحدد اختياراتنا في هذه الحياة، وعندما نختار، فعلينا تحمل مسؤولية اختياراتنا، والنتائج المترتبة عن هذا الاختيار سلبا أو إيجابا. لكن بعض الناس لا يرون الأمور بهذا المنظار، فهناك أحداث نتعرض لها دون أن نختارها، بل هي التي تختارنا وهو ما يسمونه بالحتمية الطبيعية، أو القضاء والقدر، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأمراض المزمنة والقاتلة التي يتعرض لها الإنسان، أما الطب فينسبها إلى المورثات فأجدادنا يمررون إلينا أمراضهم ومعاناتهم وعلينا أن نمررها لأولادنا وأحفادنا، نحن نعلم هذا ولكن عاجزون على تغيير الأوضاع. "هل وجدنا لنختبر الحياة أم لتختبرنا؟" هذا هو السؤال..

ما قبل الجمعة 1 ماي 2020

من المقولات النمطية المتداولة بين الناس وأصبحت من باب تحصيل الحاصل كما يقول الفلاسفة هي " وجود مفارقة بين الحياة والموت. " قبل أن تعلمني تجربة الموت أن هذه المفارقة وهمية، ولا وجود لها، وإذا كنا نثمن تجربة الحياة لما تقدمه هذه الحياة من إمكانيات متعددة لكي نحقق من خلالها وجودنا الإنساني بكل ما في هذا الوجود من اختيارات وإكراهات فإن تجربة الموت أكثر غنى وثراء من تجربة الحياة لما تذره من أفكار ومشاعر وأحلام وهلوسات ورؤى .. وهذه التجربة التي إن لم أعشها في كليتها اقتربت إلى حدّ بعيد من جوهرها، فأعادت زرعي وإنباتي وإنضاجي، وأمدّتني بطاقة جديدة جعلت مني شخصا يعانق الحياة من جديد بخلفية جديدة شكلت الموت لوحتها البارزة.
أعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء وأحاول أن أساعدها لتتذكر اللحظة التي بدأ الموت في نسج خيوطه ليفخخ حياتي ويلفها فيما يشبه الشرنقة ويعصرها ويمتص رحيقها ثم يتركها فارغة كقربة ماء يابسة ملقاة في الصحراء.
بدأت القصة في 16 مارس 2020، إنها نقطة الانطلاقة للقاء الموت الذي كان يتنظر وصولي ولم يرسل أية إشارة تحذيرية لآتخذ الاحتياطات اللازمة لأتقي شره، مع أنه يعلم يقينا أني ذاهب إليه. ولم أتلق منه أية رسالة واضحة أو مشفرة فهاجمني بشراسة، هذا ما اعتقدته، وربما أرسل إشارات تحذيرية تجاهلتها ولم أتعامل معها بالجدية المطلوبة فسقطت في المحذور.
تاريخ 16 مارس 2020 تزامن مع قرار الحكومة المغربية إغلاق المدارس وتعليق الأنشطة الثقافية والرياضية كاستراتيجية لمواجهة جائحة كورونا أو كوفيد ـ 19 covid الذي بدأ ينتشر في أرجاء البلاد. وفي 20 مارس تم الإعلان عن الحجر الصحي، أي يعد ثمانية عشر يوما من ظهور أول حالة وبائية قادمة من خارج الوطن يوم 2 مارس.. هذا القرار الأخير عطل سفري إلى مدينة مراكش لزيارة أسرتي التي تقيم فيها وألزمني بالبقاء في بيتي بالبلدة في انتظار انتهاء الأزمة وفتح الطرق من جديد.
وجدت في الحجر الصحي مناسبة لإعادة ترتيب حياتي وإعادة النظر في أسلوب استعمالي اليومي للزمن والابتعاد عن العادات المضرة بالصحة كالتدخين، وعدم ممارسة الرياضة، والأكل غير الصحي.. في البداية وجدت صعوبة في تطبيق القرار إلا أن إصراري على تنفيذه ساهم في نجاحي خصوصا مغادرة نادي المدخنين.
ما بين 1 ماي و16 مارس بدأت الأعراض المرضية تظهر: السعال، ضيق في التنفس، صوبة المشي إلى مسافة بعيدة، آلام في المعدة.. اعتقدت في البداية أنها أعراض كوفيد ـ 19 covid فقصدت عيادة الطبيب في البلدة وفحصني بالرنين المغناطيسي وشخّص مرضي وربطه بالجهاز الهضمي، وكتب الدواء الذي سأستعمله لمدة أسبوع.. لم تزل الأعراض وعاودت زيارته وغير الدواء لأستعمله أسبوعا آخر.. ولم يحدث أي تحسن.
في فترة العلاج هذه كنت أتواصل مع ابنتي التي تعمل في إحدى المستشفيات بمدينة مراكش، وتنصحني بضرورة القدوم إلى المدينة لإجراء الفحوصات الدقيقة، طلبت منها مهلة حتى تتضح الصورة بعد أن أنهي وصفة الدواء التي وضعت فيها أمل الشفاء، إلا أن ما كانت ابنتي تخشاه حدث بالفعل




مركز ابزو للدراسات والأبحاث ينظم يوما دراسيا حول تيمة الماء

  29/04/2024: في سياق اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز ابزو للدراسات والأبحاث في الثقافة والتراث. بشراكة مع جمعية آفاق ابزو للتنمبة والثقافة ...